لأنّه يعمل عمل الفعل، والفعل نكرة؛ فكذلك ما وَقَعَ موقعه، وكذلك١ وَقَعَ صِفَةً للنّكرة٢، وحالًا للمعرفة٣، كقولك٤: (مررتُ برجلٍ ضاربٍ عمرٍو غَدًا)؛ ولا يجوز ذلك وأنت تريد الماضي؛ لأنّه لا يتعرّف بما أُضيف إليه، والمعارِف لا تكون أحوالًا ولا صفات النّكرات.
ومن شواهد إعماله [قوله] ٥:
إِنِّي بِحَبْلِكِ وَاصِلٌ حَبْلِي ... وَبِرِيْشِ نَبْلِكِ رَائِشٌ نَبْلِي٦
١ في ب: ولذلك.
٢ في ب: النّكرة.
٣ نحو: (جاء زيدٌ طالبًا أَدَبًا) .
٤ في ب: كقولهم.
(قوله) ساقط من ب.
٦ هذا بيتٌ من الكامل، وهو لامرئ القيس، ويروى للنَّمِر بن تَوْلَب.
و(راش السّهم) يريشه: ركّب فيه الرّيش. و(النّبل): السّهام، لا واحد له من لفظه.
والمعنى: يخاطِب محبوبته فيقول لها: أمري من أمرك ما لم تتشبّثي بغيري وتميلي بهواك إليه؛ وضَرَب وصل الحبل مثلًا للمودّة والتّواصُل، وريش النّبل مثلًا للمخالَطة والتّداخُلِ.
والشّاهد فيه: (واصلٌ حبلي) و(رائشٌ نبلي) حيث عمل اسم الفاعل - وهو (واصل)، و(رائش) - النّصب في المفعول به.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ١/١٦٤، وشرح أبيات سيبويه للنّحَّاس ١٣١، والجُمل ٨٦، وتحصيل عين الذّهب ١٣٥، ورصف المباني ٥٠٩، واللّسان (حبل) ١١/١٣٥، والدّيوان ٢٣٩، وملحق ديوان النَّمِر بن تَوْلَب ١٣٥.