المبحث الثاني: منهج المؤلّف في الكتاب
إنّ أيّ مؤلِّفٍ - في الغالب - لا بدّ أنْ يصدِّر مؤلَّفه بمقدّمة يبيّن فيها سمات منهجه الّذي سار عليه في كتابه.
أمّا الصّايغ ﵀ فلم يفعل شيئًا من ذلك؛ ولذا لا بدّ أن نستقري الكتاب، ومن خلال هذا الاستقراء نستطيع أن نوضّح المنهج العام الّذي اتّبعه في هذا الكتاب.
ويمكننا أن نلخّص منهج الصّايغ في شرحه للملحة في النّقاط التّالية:
١- دأب الشّارح على ذكر اسم الباب، ثمّ يذكر الأبيات المتعلّقة به من (ملحة الإعراب)، ثمّ يتبعها بالشّرح.
٢- اختلفت طريقته في تناوله لأبيات (الملحة)؛ فيذكُر بيتًا١، أو بيتين٢، أو أكثر٣، حسب ترابُط تلك الأبيات.
٣- يُلحظ عليه عدم العناية بأبيات (ملحة الإعراب)، ويتجلّى ذلك في إهماله لتفسير معاني الألفاظ الغريبة؛ ومن أمثلة ذلك عدم تفسيره كلمة (راتكه) ٤ الواردة في قول الحريريّ في باب الفاعل:
_________
١ يُنظر مثالًا على ذلك: ص ٩٩، ١٩٩، ٤١٥ من النّصّ المحقّق.
٢ يُنظر مثالًا على ذلك: ص ١٠٩، ٢٠٥، ٢٩٣ من النّصّ المحقّق.
٣ يُنظر مثالًا على ذلك: ص ١٤٠، ٤٤٣، ٥٤٧ من النّصّ المحقّق.
٤ يُنظر: ص ٣١٢ من النّصّ المحقّق.
1 / 45