أراد بينَ فَكَّيْهَا، فلم يستقم له الوزن فعاد إلى الأصل.
والتّثنيةُ على ثلاثةِ أضرُبٍ١:
تثنية في اللّفظ والمعنى؛ وعليه أكثرُ الكلام.
وتثنية في اللفظ دون المعنى؛ وذلك على حُكم التّغْلِيْبِ؛ وهو قليلٌ، كـ (العُمَرَين) ٢ و(القَمَرين) ٣و (الأَبوَين) ٤.
=
فَارةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ
يُنسب إلى منظور بن مرثد الأسديّ، كما يُنسب إلى رُؤْبَة.
و(الفكّ): اللَّحْي، وهو: عظم الحنك، وهو الذي عليه الأسنان، وهو من الإنسان حيث ينبُت الشعر. و(فارة المسك) هي: نافجة المسك - أي: وعاؤه - و(ذُبِحَتْ) أي: شقّت وَفُتِقَتْ. و(السُّكُّ): ضربٌ من الطِّيْب.
والمعنى: أنّ الشّاعر يصف امرأة بطيب الفم؛ يريد: أنّ ريح المسك يخرُج من فيها.
والشّاهد فيه: (بين فكّها والفكّ) يريد: بين فكَّيْها، لكنّه أتى بالمتعاطفين للضّرورة.
يُنظر هذا البيت في: إصلاح المنطق ٧، وأمالي ابن الشّجريّ ١/١٤، وأسرار العربيّة ٤٧، وكشف المشكِل ١/٢٥٧، وشرح المفصّل ٤/١٣٨، وشرح الجمل ١/١٣٧، وشرح التّسهيل ١/٦٨، والبسيط ١/٢٠٠، والخزانة ٧/٤٦٨، وملحقات ديوان رُؤبة ١٩٣.
١ يُنظر: أمالي ابن الشّجريّ ١/١٥، وكشف المشكِل ١/٢٥٧، وشرح الجمل ١/٣٧.
٢ العُمَرَان هما: أبو بكر الصِّدِّيق، وعمر بن الخطّاب ﵄.
وغلَّبوا عمر على أبي بكر؛ لأنَّ أيّام عمر امتدَّت فاشتهرت؛ وقيل: لأنّه أخفُّ الاسمين.
يُنظر: إصلاح المنطق ٤٠٢، وأمالي ابن الشّجريّ ١/١٩.
٣ القَمَرَان: الشّمس والقمر.
وغلّبوا القمر على الشّمس؛ لخفّة التّذكير. يُنظر: أمالي ابن الشّجريّ ١/١٩.
٤ الأَبوان: الأب والأُم.