ولقد شهد بهذا الحق جميع الفلاسفة الفرنساويين الباحثين في الأديان الذين وقفوا بكياسة أبحاثهم وسلامة قياسهم على أن نقاوة الدين الإسلامي لا تنحصر إلا في مذهب إتباع إبن إباض ومن البديهي أن شهادة العدو هي أقوى الشهادات وأعدلها ولما جمعوا على صدق رجاله وشهدوا لهم بصحة الدعوى وغبطوهم عليها أخذت هيئة السلطة هذه الشهادة منهم مأخذ الثقة ولازمت تتابع تطبيقها على استقامة الرجال الإباضية في أقليم ميزاب بمراقبة تصرفاتهم في المعاملة المعاشية والمعادي فلم تجد لهم مثيلا من الرجال وإذ لم يصلها من قبلهم منازعات ولا ما يوجب مشغولية الحكومة بشيء من قبل أحوالهم الشئونية ولم تر منهم في سجونها أيثما ولا مجرما كما لم تعثر في سجلات المحاكم على اسم رجل من رجالهم تشمله قضية من القضايا المكدرة كأرباب السوابق تأمر الذي لم ينشأ إلا من إحارمهم التكاليف الشرعية ودأبهم على التحلي بكمالات الصدق والوفاء والأمانة والصفا والتناصر والتؤازر على البر والإحسان فإنها لم تنثن عن لحظهم بعين الرعاية والتجة وإعانتهم على الظهور في وسط الهيئات الأخرى من أهل مذاهب الفرق وقدس أقوالهم وأحكامهم فهي ترجع إليهم في مشاغل الدين عن باقي الفرق المنتشرة في أقليم الجزائر قال أما من رام استقصاء النسبة الإباضية بحذافرها فعليه برسالة الأستاذ المكرم الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني مرجع الإباضية في جيل فصاقوا من أقليم طرابلس الغرب قال ومن تطلع إلى الوقوف على أبلغ مراتب الغيره والحرص على العمل بدقائق كتاب الله والتوقي من البدع والإحداث فليطالع خطاب عبدالله بن إباض إلى عبدالملك بن مروان المسطوره دررره وغرره في كتاب مراشد التقية للتقى الفهامة السيد قاسم بن سعيد الشماخي قال ومن أراد أن يشرح الصدر بالحنيفية السهلة السمحة التي بعث بها إلى أبو القاسم محمد بن عبدالله صلوات الله تعالى عليه وسلمت من عبث التأويل وخطأ التفسير والتعسف في التطبيق
صفحه ۱۰