ووقف الشيخ وحده في الميدان ليس له من ولي ولا نصير إلا ربه تعالى وكفى بالله وليا ونصيرا، وكان ما أجمع عليه أعداؤه فيه ثلاث مسائل ادعوا أنه خالف فيها الاجماع وهي طلاق الثلاث، والوسيلة، وشد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة. هذه أبرز ما اجتمع عليه أعداء الشيخ فحاربوه عليها حربا ضروسا بلا رحمة ولا شفقة، فما تركوا وسيلة للنيل من الشيخ إلا استعملوها، فكذبوا عليه، وزوروا وافتروا، وقالوا ما لم يقله عدو في عدوه والشيخ صابر محتسب يقرع الحجة بالحجة، ويبين زيف الدعاوي، وافتراء المفترين، كل ذلك بأسلوب نزيه، وكلام طيب، وقول حسن فلا يغلظ في قول، ولا يجفو في عبارة، ولا يحاول انتقاص أحد، أو النيل من كرامته إن كان من ذوي الكرامات. الأمر الذي يعد فيه ابن تيمية فريدا وحيدا أشبه رجل بنبي في دنيا الرجال" (مجلة الجامعة الإسلامية ص169).
4- شهادة الشيخ محمد سليمان العبدة المدرس بالجامعة الإسلامية:
"إن هذا العالم -وبتقديري الخاص- لم يقدر التقدير الكافي أو يفهم الفهم المطلوب حتى الآن، رغم ما بذل من جهود مشكورة في نشر كتبه أو الحديث عنه.
إن علم ابن تيمية من خلال كتبه كان المصدر الرئيسي لأكثر الحركات الإسلامية المعاصرة، وكما يقول مالك بن نبي: "إن تراث ابن تيمية يكون الترسانة الفكرية التي لا زالت تمد الحركات الإصلاحية بالأفكار النموذجية إلى اليوم".
وإن ما نعانيه اليوم ليس نقصا في الكتب بل نقصا في الرجال وابن تيمية هو من الرجال القلائل الذين ظهرت فيهم سيرة السلف بجمعهم بين العلم والجهاد، ومن اليوم الذي انفصل فيه هذا الشعور عند المسلمين تأخروا وأصبح العلماء بعيدين عن الحياة وعن القيادة والريادة" أ.ه (من مجلة الجامعة الإسلامية ص277).
الباب السادس
صفحه ۵۰