غيرهم، إذ كانت حيازة نسخه من مؤلف بخط مصنفه أو نسخه من كتاب نادر مجالا كبيرا للتفاخر والاعتزاز.
ليس هذا غريبا في المجتمع الإسلامي الذي تمثل الإسلام وعرف قدر العلم ومكانته، فهيأ له وسائله وأخذ بأيدي أهله إلى أعلى الدرجات، وليس عجبا أن يسارع المسلمون إلى المكتبات، وحوانيت الوراقين، ومؤسسات التعليم مادام الإسلام قد فتح أبواب العلم أمام المسلمين جميعا، وحث على التعلم، وجعل العلم أساسا في رفع الدرجات، وإن كان كل ذلك لمما يدهش له الباحثون من غير المسلمين، بالتراث الفكري كأمة الإسلام.
ولا بد لنا من أن نشير هنا إلى أن هذا النشاط العلمي لم يقتصر على الرجال، بل شمل النساء، وكثرت المتعلمات والمتخصصات، حتى إنه أجرى إحصاء في أحياء قرطبة التي تبلغ واحدا وعشرين حيا أيام ازدهار الخلافة فوجد أن 170 مائة وسبعين امرأة يجدن الخط الكوفي يكتبن به المصاحف. وقد كان لعائشة القرطبية 400ه احدى كاتبات المصاحف المشهورات خزانة كتب كبيرة1. يوم كانت المرأة في أوربا ترزح تحت نير الجهل والعبودية، وتعيش في غياهب الظلم والظلام والحرمان.
صفحه ۴۵