لحن الحرية والصمت

عبد الغفار مکاوی d. 1434 AH
68

لحن الحرية والصمت

لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين

ژانرها

يربع احتكار النجوم للشوق.

38

عدم المبالاة بالحياة البرجوازية،

يخفي ميلا إلى السعادة العائلية.

أغنية المثل الأعلى للغرفة المزدوجة،

39

تقول ربما تحين الفرصة مرة ثانية.

لا ريب أن الترجمة قد جنت على القافية المتسقة؛ ففي كل ترجمة جناية لا مفر منها! ولكن لا ريب أيضا أن القارئ يلمس الإهمال والبرود المحسوب الذي يتناول به الشاعر عاطفة الحب، ويكفي أنه صبها في أغنية تشبه «الطقطوقة» التي نعرفها اليوم، ويتألف كل مقطع فيها من سطرين ينتهيان بروي عذب الرنين، ولكن لعل القارئ قد أحس أيضا بشيء من الحزن الذي يزيد قليلا عن مجرد عدم الاكتراث، وهو في الحقيقة حزن صلب، أقرب ما يكون إلى الغضب والسخط، إن العاشق الذي كان يقطع الصحاري والبحار، ويبارز الوحوش والأخطار في سبيل محبوبته، قد أصبح الآن لا يحس نحوها إلا بالرغبات المكبوتة في «الليبيدو» والحلم بغرفة بسريرين! وهو في سبيل هذا يقترب من الأسلوب التعليمي، فيشرح ويستخدم أمثالا وألفاظا عامية شائعة، ويبتعد بنفسه بقدر الإمكان عن الموضوع الذي يعذبه، فيعرضه «في السوق» على الرأي العام ليتخلص منه! فهل يمكننا أن نصف مثل هذه القصيدة بأنها قصيدة حب؟ لعل الشاعر لا يزال يحن إلى مثال الحب القديم؛ إذ قدم لقصيدته بيتين مأثورين لا شك في جمالهما، أم تراه قد صنع هذا من قبيل اللامبالاة وإثبات استحالة الحب، وهو الموضوع الذي يدور حوله عدد كبير من معاصريه، على اختلاف طريقتهم في التصور والتعبير والأداء.

مثل هذه القصيدة التي تصلح أن تكون إعلانا أو كتابة على الحائط، نجدها أيضا عند شاعر آخر تعلم كثيرا من «برشت» - وإن لم يلتزم بفكره وعقيدته - وحقق وظيفة الشعر في الاحتجاج والتغيير وتعرية الأوهام، وإيقاظ الضمائر المستغرقة في أكذوبة الرخاء والمعجزة الاقتصادية، ذلك هو الشاعر الشاب هانز ماجنوس إنسنز برجر (1929م-...)، هنا نجد القصيدة تتعمد الابتعاد عن الأنا الفردية، وتنطق على لسان شخصية جمعية محايدة، قد تكون أنت أو أنا أو سوانا، ها هو ذا يلجأ إلى الشرح والعرض والتعليم في قصيدة جعل لها عنوانا بالإنجليزية: «سمه حبا»

Call it love ، يقول فيها (لاحظ تفريق السطور على الصفحة!):

صفحه نامشخص