وكان الغلاة من الناصبة قبحهم الله يكيدون الرافضة في مثل هذا اليوم بإظهار الفرح والسرور ، ويحصل بينهم ما لا يعبر عنه من القتال والشرور ، وكان يضع كل من الفريقين من الحديث ما ينصر به مذهبه الخبيث ، كحديث من اغتسل يوم عاشوراء ومن اكتحل وأشباه ذلك .
قال أبو طالب محمد بن علي العشاري ثنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري ثنا أحمد بن سلمان الحنبلي ثنا إبراهيم الحربي ثنا شريح بن النعمان ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا : إن الله - عز وجل - افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة وهو يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه وذكر الحديث مطولا .
وفيه ( ومن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله مثل عبادة أهل السماوات السبع ) وفيه ( ومن صلى ، ومن اغتسل ، ومن اكتحل ، ومن مر يده على رأس يتيم ) وفي آخر الحديث ( ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم ) . وهذا حديث موضوع قبح الله من وضعه وافتراه فلقد تبوأ بيتا في جهنم يصير مأواه ، ولا تحل روايته إلا لهتك حاله وإظهار المتهم من بين رجاله ، ورجال الحديث ثقات إلا النوشري المذكور وهو أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم فإني أتهمه به والله تعالى أعلم .
وأما أحاديث التوسعة على العيال في هذا اليوم فجاءت من طرق :
منها ما رواه إبراهيم بن فهد ثنا عبدالله بن عبدالجليل أبو عمرو ثنا هيصم بن الشداخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ) .
صفحه ۲۹