وجده خير الجدود وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن الجنيد ثنا أبو سعيد الثعلبي ثنا يحي بن يمان أخبرني إمام مسجد بني سليم قال : غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنايسهم :
أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب
فقالوا : منذ كم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة ؟ قالوا : قبل أن يخرج نبيكم - صلى الله عليه وسلم - بستمائة عام .
وقال أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد الهمداني الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم ثنا مسدد بن أبي يوسف القلوسي بحران وبمصر ثنا أحمد بن محمد بن يزيد الرياحي ثنا منصور بن عمار عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال : لما قتل الحسين رضي الله تعالى عنهما بعث برأسه إلى يزيد فنزلوا في أول مرحلة فجعلوا يشربون ويتحيون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم كف من الحائط ومعها قلم حديد كتبت سطرا بدم :
أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس .
ولما وصل خبر هذه المحنة إلى المدينة صارت أفئدة المؤمنين حزينة وبكت كل عين لهذا المصاب وبقي كل مؤمن في شدة حزن واكتئاب .
حدث عمار الذهلي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام أن حرم الحسين وعياله عليهم السلام بعد مقتله جهزوا وحملوا إلى المدينة الشريفة ، قال أبو جعفر : فلما دخلوها خرجت امرأة من بنات عبدالمطلب ناشرة شعرها ، واضعة كمها على رأسها وهي تبكي ، وتقول :
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
بعترتي وبأصلي (1) بعد مفتقدي
ما كان هذا جزاي إذ نصحت لكم ... ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
منهم أسارى وقتلى ضرحوا بدم
أن تخلفوني بشر في ذوي رحم
وقد جاء أن هذه المرأة ابنت عقيل بن أبي طالب فيما قاله ابن الكلبي .
صفحه ۲۷