لآلئ سنیه در تهنیتهای سلطانی
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
ژانرها
وقد خاطب عظمته أعيان الأرياف طالبا منهم أن يجروا على خطط الاقتصاد، وأن يشتغلوا بالزراعة، وأن يكون الأعيان منهم في ذلك خير قدوة لبقية الأهالي، وأن يستعملوا نفوذهم لإزالة الخصومات من بين العائلات لأن هذه الخصومات هي من أكبر مصادر الجرائم في مصر. (7) الخطاب السلطاني لمديريتي الفيوم وقنا
بالنظر إلى ضيق الوقت اضطر رجال التشريفات أن يجعلوا موعد دخول أعيان الفيوم وقنا وعمدهما على الحضرة السلطانية في المقابلات دفعة واحدة. فبعد ما وقفوا في شكل نصف دائرة شرف عظمة السلطان القاعة واقترب منهم وحياهم بما فطر من اللطف والدعة، ثم خاطبهم موجها الخطاب إليهم وإلى سائر عمد مديريتيهما وسراتهما، فقال عظمته:
يا حضرات العمد والأعيان:
أشكر لكم أولا حضوركم اليوم، وأنتهز هذه الفرصة لأن أزودكم ببعض النصائح فافهموها وعوها جيدا.
أنتم عمد وأعيان، هذه الصفة خولت لكم حق الحضور، ولولاها لما حضرتم إلى هذا المكان الآن. فعليكم بكونكم عمدا وأعيانا واجبات، فكلما ارتفع المرء زادت التبعة الملقاة عليه.
أنت أيها العمدة يجب أن لا تعين فلانا خفيرا أو شيخ خفر لأنه قريبك أو من محاسيبك، الوظيفة ليست ملكك بل هي ملك الأمة العام اؤتمنت عليها ائتمانا، فيجب أن تعين من تعينه لمصلحة الأمة ولفائدتها، أما في مصلحتك الخصوصية فعين من تريد. يجب أن يفهم جميع الموظفين ويجب أن نفهم جميعنا أيضا أننا في أعمالنا العمومية نشتغل أمناء فقط ووكلاء، وشرط الوكيل أن يكون أمينا.
اهتموا جميعكم بترقية البلاد وإسعادها، اتركوا الضغائن والأحقاد وكونوا رجالا بالمعنى الصحيح.
البلاد حالتها سيئة هذا العام، النيل كان واطئا في بادئ الأمر، والقطن نقص محصوله وثمنه، وتلك حال عامة في العالم أجمع، على أننا والحمد لله في حال يحسدنا عليها سوانا، فلا تهتموا كثيرا بالفخفخة الفارغة والمظاهرة الكاذبة كاقتناء مركبات وبناء سرايات وصنع أثاث لا موجب له، بل اتبعوا المثل السائر في ذلك: على قدر «حصيرك مد رجليك».
ثم التفت إلى العربان وخاطبهم قائلا:
أنتم بالطبع أعراب ورؤساء عشائر من الفيوم، أريد أن أوجه إليكم كلمتي: إنكم تسكنون في مصر منذ أكثر من مئة سنة من أيام جنتمكان محمد علي، أريد منكم أن تعلموا أنكم لستم الآن في الصحراء بل قد تحضرتم وصارت لكم في البلاد مقتنيان تعيشون من خيراتها، فيجب أن يكون لكم ما لها وعليكم ما عليها.
صفحه نامشخص