ن :
إذا لم أطرب لها فلأني لم أنشأ النشأة الصحيحة، فالعيب عيبي أنا، ولا أعد في هذه الناحية بين المتمدنين؛ لأنني لو أصررت على أن الأمر متوقف على ما أطرب له، بغض النظر عن أهل المدنية الحاضرة هل يطربون معي أولا يطربون، فلا بد كذلك أن أعطي أهل الغابات هذا الحق نفسه حين يفضلون «الدربكة» على فاجنر.
أ :
أو ليست «الدربكة» خيرا من موسيقى «الجاز» التي يطرب لها أهل هذا الزمان؟
ن :
ولو أخذ العالم المتمدن بهذه «الدربكة» نفسها لانتقلت إلى عناصر المدنية، الأمر كما قلت اعتباري صرف، والعبرة بما يقوله أهل الخبرة الذوقية في كل عصر.
ز :
لقد التقيت اليوم مع صديق قص علي قصة فتاة فرطت في نفسها فثار عليها أهلها، وكان هذا الصديق ساخطا على هؤلاء الناس الذين يتدخلون في شأن الفتاة ، فهي وحدها المسئولة عن نفسها ما دامت قد بلغت الحادية والعشرين؛ أي أنه يريد لنا أخلاق أوروبا في ذلك.
ن :
وما وجه الخطأ في ذلك؟ إن كانت هذه هي «أخلاق» المدنية الحاضرة، فهل يعيبها أنها ليست «كأخلاق» المدنيات السابقة؟ إن المقياس هو ما يقرره أهل هذا الزمان لا أهل الأزمان الماضية.
صفحه نامشخص