سأل أوجاستين: «ما الأمر؟» «الأمر أنني لا أستطيع أن أصبر على الابتلاء بهذه الفتاة الصغيرة بعد الآن! لقد تخطى الأمر كل حدود التحمل؛ لا يمكنني أن أتحمل ذلك بعد الآن! لقد حبستها وأعطيتها ترنيمة تدرسها، ولكن ماذا فعلت هي؟ لقد تجسست علي لتعرف أين أخبئ المفتاح، وذهبت إلى مكتبي وراحت تقص القلنسوات، من أجل أن تصنع المعاطف للدمى! لم أر في حياتي شيئا كهذا أبدا!»
قالت ماري: «لقد أخبرتك يا ابنة عمي أنه لا يمكن تربية هذه المخلوقات من دون استخدام الشدة والقسوة.» ثم قالت وهي تنظر إلى سانت كلير وكأنها تؤنبه: «لو كنت مخولة بالتعامل معهم الآن، لكنت أرسلت تلك الفتاة للخارج وأمرت بضربها ضربا مبرحا.»
قال سانت كلير: «ليس لدي شك في ذلك.»
قالت ماري: «ليس هناك فائدة من ترددك في اتخاذ قرار بشأن هذه الفتاة يا سانت كلير. إن ابنة العم امرأة عاقلة، وترى الأمر بالوضوح ذاته الذي أراه به.»
قالت السيدة أوفيليا: «في الواقع، سأتخلى عن تلك الفتاة. لا يمكنني أن أطيق المزيد من المشكلات.»
كانت إيفا تقف مشاهدة صامتة أثناء هذا المشهد كله حتى تلك اللحظة، ثم أشارت إلى توبسي أن تتبعها. وكانت هناك حجرة زجاجية صغيرة عند زاوية الشرفة كان سانت كلير يستخدمها كغرفة للقراءة، فاختفت إيفا وتوبسي في ذلك المكان.
قال سانت كلير: «ماذا تفعل إيفا الآن؟ أريد أن أراها.»
ثم تقدم على أصابع قدميه بحذر شديد ورفع ستارة تغطي الباب الزجاجي ونظر بداخل الغرفة. وبعد لحظة، وضع إصبعه على شفتيه وأشار في صمت إلى السيدة أوفيليا لتأتي وتنظر هي الأخرى. كانت الطفلتان جالستين على الأرض وجانبا وجهيهما أمام ناظري سانت كلير وأوفيليا، فكان وجه توبسي بمظهرها المعتاد من اللهو الطائش ولامبالاتها في مقابل وجه إيفا المتقد بالمشاعر، وعيناها الواسعتان تعجان بالدموع. «ما الذي يجعلك سيئة إلى هذا الحد يا توبسي؟ لماذا لا تحاولين أن تكوني صالحة؟ ألا تحبين أي أحد يا توبسي؟» «لا أعرف شيئا عن الحب.» «لكن يا توبسي، إذا حاولت فقط أن تكوني صالحة، فربما ...»
قالت توبسي: «إذا كنت سأحاول أن أكون صالحة، فينبغي أن أكون أي شيء سوى كوني زنجية. لو كان بالإمكان سلخي والتخلص من جلدي الأسود، لحاولت حينها أن أكون صالحة.» «لا، لا يمكنها أن تتحملني؛ لأنني زنجية.» «لكن الناس يمكن أن يحبوك إذا كنت سوداء يا توبسي. كانت السيدة أوفيليا تحبك لو أصبحت فتاة صالحة.»
أطلقت توبسي ضحكة حادة قصيرة.
صفحه نامشخص