قال آندي بنبرة استحسان فوري: «عظيم!» «أجل، أترى يا آندي، تريد السيدة أن تمنحها بعض الوقت - هذا واضح ويمكن لأي شخص عادي أن يلاحظه. وكل ما أفعله أنني أوفر لها بعض الوقت. والآن، أترى، أطلق سراح تلك الجياد، دعها تتحرك بحرية في هذه المساحة وحتى الباب الخشبي، وأتوقع ألا ينطلق سيدنا مسرعا.»
ابتسم آندي.
ثم قال سام: «ولا يمكن لأي شخص أبدا أن يعرف ما سيفعله الحصان. وإذا حدث أن هرب حصان السيد هالي، فسيكون من الطبيعي أن نترك جيري وبيل لكي نساعده.»
وتبعه آندي.
وبدأ الاثنان ينفذان أشكالا كثيرة من رقصات صامتة للتعبير عن فرحتهما، ثم قفز سام في النهاية من الشرفة وأخذ يتشقلب حتى وصل إلى السياج وكأنه كرة سوداء كبيرة. وتبعه في ذلك آندي، فكان يتقافز على يديه وقدميه حتى حط عند أسفل المنحدر تماما في اللحظة نفسها التي خرج فيها السيد هالي من المنزل.
نادى عليهما قائلا: «تعاليا إلى هنا أيها الوغدان الأسودان! أحضرا حصاني.»
صاح سام: «أمرك سيدي!» بينما حل حزام اللجام من العامود وبعد لحظة جاء آندي برفقة الحصانين بيل وجيري.
قال التاجر: «أسرعا، واحرصا على ألا نضيع المزيد من الوقت.» ثم قفز إلى السرج فطرحه حصانه أرضا بقفزة منه ووثب بعيدا وهرع بأقصى سرعة له نحو النهاية البعيدة في الجهة الأخرى من الساحة، وتبعه بيل وجيري.
قفز هالي واقفا على قدميه وصاح: «أمسكا به!» بينما كان يحاول الجري خلف الجياد الهاربة. نظر آندي بعينين بريئتين من فوق كتفيه وقال: «أمرك يا سيدي، من المؤكد أننا سنمسك به، أليس كذلك أيها الفتيان الأذكياء؟ هيا أيها الأطفال، ستساعدوننا جميعا في الإمساك بحصان السيد هالي!»
بدأ خمسون فتى زنجيا أو أكثر بأعمار متفاوتة في الجري وهم يصيحون ويفتحون أذرعهم، وكانت الجياد بالطبع تفر وتتواثب وظلت بعيدة عن متناولهم. ثم اشتركت جميع كلاب المزرعة في العملية، وزادوا من حالة الفوضى، وبدا أن حصان التاجر السريع والمفعم بالحيوية يستمتع حين يرى مدى اقتراب مطارديه منه من دون أن يتمكنوا من الإمساك به. عدت الجياد الهاربة الثلاثة مسافة ميل تقريبا في أرض بها مرج، وبعد هذه الأرض كان هناك غابة مساحتها أربعون فدانا. كان سام قد ترك الحاجز بين الساحة وبين الغابة مفتوحا، فكانت الجياد بين الحين والآخر تختفي فيها لبرهة من الوقت ثم تعاود الظهور مرة أخرى ويبدو عليها وكأنها على استعداد لأن تستسلم. لكن في اللحظة التي تمتد إحدى الأيادي التي تلاحقهم نحو لجام أي منهم، كانت الجياد تهرب بعيدا بأقصى سرعة لديها، وكان التاجر يندفع ويستشيط غضبا، لكن صوته كان غير مسموع في خضم جلبة النباح والصياح وجلبة حوافر الجياد.
صفحه نامشخص