قال في نفسه: «سينكشف الأمر في النهاية. هكذا يحدث دوما.»
قالت السيدة شيلبي بينما أكملت تمشيط شعرها: «لقد أخبرت إلايزا أنك لا تتعامل إطلاقا مع مثل هؤلاء. أنا أعرف أنك بالطبع لا تنتوي بيع أي من عبيدنا.»
قال زوجها: «في الواقع يا إميلي، كان هذا ما كنت أقوله دوما وما أفعله؛ لكن الحقيقة أنني واقع في مأزق ولا يمكنني الخروج منه؛ لذا فسأضطر إلى بيع أحد مساعدي.» «لذلك المخلوق؟ مستحيل! لا يمكنك أن تكون جادا!»
قال السيد شيلبي: «يؤسفني أنني جاد في هذا. لقد وافقت على بيع توم.»
قالت السيدة شيلبي بنبرة تنم عن الحزن والسخط: «ماذا! توم! ذلك الرجل الصالح والمخلص، الذي كان خادمك المخلص مذ كنت صبيا! لقد وعدته أن تعطيه حريته أيضا - لقد تحدث كلانا إليه مئات المرات عن هذا الأمر. حسنا، يمكنني الآن أن أصدق أي شيء - يمكنني الآن أن أصدق أنك ستبيع هاري، ابن إلايزا الوحيد!» «في الواقع، وبما أنك ستعلمين بالأمر كله، فهذا هو ما حدث فعلا. لقد وافقت على بيع كل من توم وهاري كليهما؛ ولا أعلم لماذا تحدثينني وكأنني وحش فقط لأنني أفعل ما يفعله الجميع كل يوم.»
قالت السيدة شيلبي وهي تستجمع رباطة جأشها: «عزيزي، أستميحك عذرا. لقد تسرعت في غضبي. لكنك فاجأتني وكنت غير مستعدة تماما لمثل هذا؛ لكنك بلا شك ستسمح لي أن أتشفع لهؤلاء المساكين. إن توم رجل مخلص وقلبه طيب، رغم أنه زنجي. أعتقد أنه لو كان أمامه خيار أن يفديك بحياته لفعل.» «يؤسفني شعورك هذا يا إميلي.»
قال السيد شيلبي: «أجل، أعلم ذلك؛ لكن ما فائدة كل هذا؟ لا يمكنني أن أجد حلا. أنا آسف حيال شعورك هذا يا إميلي - حقا أنا آسف. وأنا أقدر ما تشعرين به أيضا رغم أنني لا أزعم أنني أشاركك القدر نفسه من هذه المشاعر؛ لكنني أقول لك الآن وبكل صدق إنه لا جدوى من ذلك - لا يمكنني أن أجد حلا. لم أكن أنتوي أن أخبرك بذلك يا إميلي؛ لكن وبصراحة ليس هناك حل وسط بين بيع هذين الزنجيين وبيع كل شيء. إما هما أو كل شيء. لقد حصل هالي - وهو اسم ذلك التاجر - على ملكية رهن، وإن لم أسدده له مباشرة فسيأخذ كل شيء كمقابل له. لقد بحثت حقا هنا وهناك واقترضت المال وفعلت كل شيء عدا أن أستجديه، وكنت ما زلت في حاجة إلى ثمن هذين الزنجيين لكي أكمل المبلغ، وكان علي أن أبيعه إياهما. كان هالي يرغب في الطفل، وقد وافق على تسوية الأمر بهذا الشكل، وليس بأي شكل آخر. كنت تحت سيطرته، وكنت مضطرا إلى فعل ذلك. وإذا كان هذا هو شعورك تجاه بيعهما، فهل سيكون من الأفضل أن نتخلى عن كل شيء؟»
أصيبت السيدة شيلبي بذهول كبير، وفي النهاية استدارت نحو طاولة المزينة ووضعت وجهها بين كفيها وراحت تبكي.
قال السيد شيلبي: «أنا آسف يا إميلي، في غاية الأسف، لكن الأمر قد قضي؛ لقد وقعنا عقود البيع بالفعل وهي بحوزة هالي، وينبغي أن تكوني ممتنة أن شيئا سيئا لم يحدث. كان في مقدرة ذلك الرجل أن يدمرنا جميعا، والآن انصرف عنا. لو أنك كنت تعرفين الرجل كما أعرفه، لكنت فكرت في أننا لن نخرج من هذا المأزق إلا بصعوبة بالغة.» «أهو بهذه القسوة إذن؟» «ليس وقحا بالتحديد، لكنه رجل قاس - إنه يعيش فقط لكي يتاجر ويربح - إنه رجل هادئ وصارم لا يعرف التردد.» «والآن ذلك الصعلوك يمتلك توم وصبي إلايزا؟» «في الواقع يا عزيزتي، هذا أمر يشق علي كثيرا؛ إنني أكره أن أفكر في هذا. يريد هالي أن يعجل بالأمر، ويحوزهما غدا. سأخرج على صهوة جوادي في وقت مبكر للغاية وسأبتعد عن هنا. حقا لا يمكنني أن أرى توم وهو يغادر؛ ومن الأفضل لك أن تذهبي بالعربة إلى أي مكان وتصحبي إلايزا معك. أريد أن يحدث الأمر وهي بعيدة عن الأنظار.»
قالت السيدة شيلبي: «لا، لا. لن أشارك في هذا الأمر المؤلم بأي شكل. سأذهب لأرى توم العجوز المسكين؛ فليساعده الرب في محنته! ينبغي أن يرى العبيد أن سيدتهم تشعر بهم وتشاطرهم حزنهم. أما بالنسبة لإلايزا، فلا أمتلك حتى الجرأة في التفكير في الأمر. ليسامحنا الرب على ذلك!»
صفحه نامشخص