كان الشاعر هوراس أحد المعلقين المعاصرين لأغسطس الذين ظهروا بعد معركة أكتيوم مباشرة، وقد عاش في الفترة بين عامي 65 و8 قبل الميلاد (جونز 2006: 165-169). كان هوراس عضوا في دائرة أدبية يرعاها أغسطس. ويذكر كليوباترا في كتابه الأول من مجموعة «الأناشيد» (1. 37)، الذي نشر عام 23 قبل الميلاد تقريبا، بعد سبع سنوات من وفاة الملكة، والذي يحتفل فيه بوفاتها بالسطر الشهير: «والآن دعونا نشرب.»
أحد الشعراء الآخرين من دائرة المقربين من أغسطس كان سيكستوس أوريليوس بروبيرتيوس الذي ولد بين عامي 54 و47 قبل الميلاد وتوفي في عام 16 قبل الميلاد. يذكر الشاعر كليوباترا في قصائده العاطفية (جونز 2006: 169-176)، وقد كان دائم الإشارة إلى انحرافات كليوباترا الجنسية المزعومة وفسقها؛ مما يظهر لنا أن هذا الجزء من أسطورة كليوباترا ظهر في وقت مبكر.
كذلك عقب وفاة كليوباترا مباشرة زار المؤرخ وعالم الجغرافيا سترابو مصر في الفترة بين عامي 25 و19 قبل الميلاد ويذكر كليوباترا في أجزاء عديدة من موسوعته «جغرافيا». ولا يتحدث عن كليوباترا بالتفصيل إلا في الكتاب 17. 1. 10 ويدور الحديث عن الافتراضات المحيطة بوفاتها (جونز 2006: 7 و29-30). (2-3) الكتاب الرومان في عصر تيبيريوس
ظهر عدد كبير من الكتاب الذين ذكروا كليوباترا السابعة في أثناء حكم تيبيريوس، خليفة أغسطس. بطبيعة الحال كان هؤلاء الكتاب حريصين على مدح والد الإمبراطور الحالي. ويبدو أن تيبيريوس نفسه كان لا يشعر بانجذاب كبير تجاه العقائد المصرية في روما؛ إذ أغلق معبد إيزيس الرئيسي في روما بعد حدوث فضيحة هناك. كذلك أطلق اسمه على بعض المنشآت التي أهديت إلى مصر، لكن معظم هذه المشروعات كانت استكمالا لتلك التي بدأت بموجب برنامج والده الموسع للبناء والتشييد (أرنولد 1999: 248-250).
كان فيليوس باتركولوس مؤرخا نادرا ما يتخذه الكتاب القدماء اللاحقون مصدرا لهم. عاش في الفترة من سنة 19 قبل الميلاد تقريبا حتى بعد عام 30 ميلاديا، عندما نشرت أعماله. كان باتركولوس مؤيدا لتيبيريوس وحكومته، واستخدم كليوباترا - التي ظهرت في المجلد الثاني من عمل بعنوان «الأحداث التاريخية» - من أجل توضيح ضعف شخصية مارك أنطونيو، على الرغم من وجود تساؤلات كثيرة ونقد لأفعال مارك أنطونيو بعيدا عن الملكة في الأجزاء التي تسبق مباشرة الحديث عن معركة أكتيوم (جونز 2006: 153-154، و164-165، و189).
كان فاليريوس ماكسيموس أيضا أحد مؤرخي عصر تيبيريوس ومؤلف كتاب «مجموعة من الأعمال والأقوال البارزة». توجد إشارة إلى كليوباترا في المجلد الرابع من هذه المجموعة في الصفحة 1 إلى 15. ونظرا لتأثره بشيشرون والأعمال الكاملة التي كانت تهدف إلى مدح تيبيريوس، لا عجب إذن أن نعلم أن فاليريوس لم يكن مؤيدا للملكة.
عاش لوكان في الفترة من نحو عام 39 إلى 65 ميلاديا وكتب قصيدة ملحمية بعنوان «فرساليا» (10. 1-192، 332-546)، أعاد فيها سرد الحرب بين يوليوس قيصر وبومبي، التي انتهت باحتلال بومبي لجزيرة فاروس في الإسكندرية. وبعد وصول يوليوس قيصر إلى الإسكندرية بوقت قصير قتل بومبي بأمر من بطليموس الثالث عشر؛ أخي كليوباترا. ظهرت كليوباترا في هذه القصيدة على أنها شخصية مراوغة، وأشير إليها مباشرة في عدد من الأبيات (جونز 2006: 63-78). (2-4) الكتاب الرومان في القرن الأول والثاني الميلادي
يذكر بليني (الأكبر، من 23 إلى 79 ميلاديا) كليوباترا أيضا في المجلد التاسع من كتابه «التاريخ الطبيعي» في الفصل 58 (جونز 2006: 106-109). يقدم ما قاله عنها انطباعا عن فكرة الرومان عن ثراء وترف البلاط البطلمي ويعيد سرد القصة الشهيرة عن إذابة كليوباترا لؤلؤة في الخمر.
لم تكن كليوباترا السابعة عدوة لروما فقط؛ فقد وضع الراهب اليهودي والمؤرخ فلافيوس يوسيفوس، الذي ولد نحو 37 / 38 ميلاديا وتوفي نحو عام 100 ميلاديا، كليوباترا ضمن الشخصيات المعادية للسامية في كتابه بعنوان «ردا على أبيون»، وفي كتاب آخر بعنوان «الحرب اليهودية» وأخيرا في كتاب «آثار اليهود القديمة». تتسم كثير من الحقائق التاريخية التي قدمها بالتحيز؛ ففي إحدى الحالات يتهم الملكة «بتدمير آلهة دولتها وقبور أسلافها».
ولد بلوتارخ، أحد المصادر الرئيسية للسنوات الأخيرة من حكم كليوباترا، قبل عام 50 ميلاديا وتوفي قبل عام 125 ميلاديا (بلينج 1988: 3). فقد سافر إلى مصر، وعمل كاهنا طوال آخر ثلاثين عاما من حياته في معبد دلفي. يقال في كثير من الأحيان إنه كان مؤيدا كبيرا للعلاقة بين اليونان وروما ولذلك كانت له نفس توجهات الإمبراطور هادريان (بلينج 1988: 9). ظهرت كليوباترا مرتين في سيره عن يوليوس قيصر (جونز 2006: 55-58)، وأنطونيو (جونز 2006: انظر 343). وكان كتاب بلوتارخ «حياة أنطونيو» أساسا لكثير من أعمال كتاب لاحقين عن كليوباترا. ظهرت الملكة كفصل في حياة أنطونيو بدلا من تفردها بسرد تاريخي خاص بها.
صفحه نامشخص