الى مواضعه . ولم يزل ينقص قليلا قليلا حتى الشهر العاشر . وكان شباط . فنظر الى روس الجبال من السفينة . وفي عشرة من اذار فتح نوح السفينة من ناحية المشرق وسرح الغراب ليعرف برجوعه خبر الارض . فلم يرجع اليه وارسل الحمامة فدارت فلم تجد لرجلها موضعا فرجعت عند غروب الشمس . فلما كان بعد اسبوع ارسل نوح حمامة اخرى . فرجعت اليه وفي فيها ورقة زيتون فمن الحمامة تكون السراير المقدسة . فمثلت الحمامة الاولى بالوصية الاولى التي لم يكن لها راحة عند الامم المرذولة . والحمامة الثانية بالوصية الثانية التي وجدت راحة عند الامم الذين قبلوا سراير المعمودية وبشروا بالمسيح في تمام ستماية سنة من عمر نوح البار . ومضى
من نيسان يوم واحد فانكشف الما عن الارض . وفي هذا اليوم خرج نوح وامراته وبنوه ونسا بنيه من السفينة . وكان دخولهم السفينة بافتراق وخروجهم باتفاق . وخرج بخروجهم جميع الحيوان والبهايم والطاير والهوام الذين كانوا في السفينة . وابتنى نوح قرية وسماها ثمانوا . هي باقية الى اليوم . وعدة من كان في السفينة مع نوح ثمانية نفر . وابتنى نوح مذبحا للرب وقرب عليه قربانا من الحيوان والطاير النقي الذكي . فقبل الله قربانه واعطى عهدا انه لا يرسل طوفان ما على الارض الى اخر الابد . ورفع تقدست أسماوه منهم الرجز من قوس السحب . وابطل منها وتر الغضب لانه قبل الطوفان كان الناس ينظرون في السما وتر غضب ونشابة رجز. ونصب بنو نوح في القرية ثمار الكرم واعتصروا منها شرابا جديدا وسقوا ابيهم نوح فسكر لانه لم يكن له بالشراب عادة .
صفحه ۲۹