الارض بتول لان الشياطين نجسة تحب الفساد والزنا . فلما لم تقدر على ذلك تحول طبعها منه زينته للناس وحبته اليهم. وعاش متوشلخ تسع ماية وتسعة وستين سنة . فلما حضره الوفاة اجتمع اليه لامك ونوح وسام وحام ويافت ونساوهم لانه لم يبقى على الجبل المقدس غيرهم . فبارك متوشلخ عليهم ودعا لهم وهو باكي حزين . وقال لهم انه لم يبقى على هذا الطور من جميع الشعوب التي كانت عليه غيركم . والرب اله اباينا الذى جبل ابانا ادم وامنا حوا وبارك عليهما حتى امتلت الارض من نسلهما وهو يبارك عليكم ويكثركم وينمي اثماركم ويكون لكم حافظ وراعيا وله اسل ان يملا الارض من نسلكم وان يعضدكم ويقويكم ويخلصكم من الرجز الاتي الهايل على هذا الجبل وان يجعل لكم حظا من الموهبة التي اعطاها ابانا ادم . وان يجعل البركات في دياركم ويخولكم النبوة والملك والكهنوت . ثم قال لنوح ايها المبارك من الرب اسمع قولي واعمل بوصيتي . اعلم اني خارج من هذا العالم كما خرج منه الابا الاطهار وان الرب سيرسل طوفانا يغرق الارض لكثرة خطايا الناس . وانت وولدك تخلصون . فاذا انا مت . فحنط جسمي بمثل ما حنطت به اجساد الابا الماضيين . وادفني في مغارة الكنوز وخذ امراتك وبنيك ونسا بنيك وانزل من هذا الطور واحمل معك جسد ابينا ادم والقرابين التي خرجت معه من الفردوس وهي الذهب والمر واللبان واجعل جسد ابينا ادم وسط التابوت التي يامر لي الله باتخاذه . والاجساد الباقية منفردة عنه حتى يكون جسد ادم كالجسر الذي هو ابدا وسط . واجعل القرابين على صدره واسكن انت وبنوك في مشارق التابوت ومرتك ونسا بنيك في مغاربها حتى يكون جسد ابينا لهم سدا يمنع الرجال من التخطي إلى النسا ويمنعهن من التخطي إلى الرجال ولا يجتمعوا على طعام ولا شراب الى ان تخرجوا من التابوت . فاذا انصرف ما الطوفان عن الارض وخرجتم من التابوت وسكنتم الارضة فاجتمعوا حينيذ على الطعام والشراب ولا تعطلوا الخدمة بين يدي جسد أبينا آدم ولا التشمسة بين يدي الله بالتقا والقدس في التابوت . وحين خروجك منها واجعل القرابين التي خرجت من الفردوس في مشارق الارض التي تسكنها . فاذا حضرتك الوفاة . فاجعل وصيتك الى ابنك سام وامره أن يحمل جسد ادم ويدفنه في وسط الارض فان الموضع الذي فيه يكون خلاصه وخلاص ولده وليرتب حيث يدفن الجسد رجلا من ولده يخدم بين يدي الجسد ويشمس وليكن تقيا كل ايام حياته ويامره الا يسكن بيتا ولا يهرق دما ولا يحلق له شعرا ولا يقلم له ظفرا ولا يقرب هناك قربان من الحيوان بل تكون قرابينه بين يدي الرب من الخبز السميد النقي الابيض والشراب الفايق المعتصر من ثمرة الكرم الى الوقت الذي يامره الله فيه بامره . فان ملاك الرب يسير امام الرجل المختار للتكهن بين يدي جسد ادم حتى يقيمه على وسط الارض وحيث ينبغي دفن الجسد وليومر هذا المختار أن يكون لباسه من جلود الحيوان فانه يكون متفردا كتفردها . فانه كاهن الله البهي . ولما فرغ متوشلخ من هذه الوصية ودموعه تنحدر من عينيه لما في قلبه من الحزن توفي . وقد استتم تسع ماية وتسع وستين سنة وذلك في ادار يوم الاحد وجنزه نوح وسام ويافت ونساوهمر بالبكا والرنين . فأقاموا عليه مناحة اربعين يوما وكفن وحنط وجعل مع الابا في مغارة الكنوز وتباركوا من ساير الاجساد التي كانت هناك . ثم احتمل نوح جسد ادم واجساد الابا من المغارة وجعلها في توابيت مقدسة واحتمل
صفحه ۲۶