============================================================
تعالى قربة يتقرب بها اليه وينوى ذلك وبعتقده بتلبه ويجل مقامهم فى صدره، ال ويرى أن ذلك القيام فيه حظ عظيم لنفسه إذ كان مما يتقرب به إلى ربه، ويرجو لديه ثوابه ، ولا يرى أن الجلوس لديهم أفضل من القيام بين أيديهم، ولا أن ذلك أدن إليهم ، ولا أن أحدا يستحقه عندهم ، فإذا عرف ذلك (166] واعتقده وأضمره وقصده ثم أمروه بالجلوس إكراما له أو لامرما رأوه فليجلس معترفا فى ذلك بفضل نعمتهم عليه.، ويشكر على ذلك بما أمكنه ولا يتهاون ولا يستصغر بقدر النعمة والمنة فيه فإنه قدر جليل الدرجة وفضل عظيم المنزلة، ثم لا يعتقدويرى أن ذلك قد صار له رسما جاريا لايزول عنه ، ورتبة واجبة له ، وأنه ليس لأحد من عباد الله على أحد من أوليائه بحق ولا إن أنالوه معروفا صار له عليهم ضربة لازب، وإنماهم فى الإنعام على عباد الله كا قال جل ثثاؤه : (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (1) فإذا أحبوا أنعموا وتطولوا، وإذا أمسكوالم ينبغ أن يستعجزوا ولا يبخلوا.
وكذلك ينبغى أن تراض النفوس لهم على المحنة والرضا وعند المنع والعطاء، وعند أحوال الشدة وفى حالات الرخاء، فإن صنعواصنيع معروف إلى واحد وجب شكرهم عليه، ولم ينبغ أن يرى المصنوع ذلك به أنه جدير به ولامستحق اياه، ولا أن يستشرف نفسه بعد ذلك إليه، فإن عادوا به عليه ضاعف الشكر واعترف بالتقصير وعدم الاستحقاق، وإذا لم تكن لهم عودة إلى ذلك أدأب نفسه فى شكر ما تقدم لهم عنده واعترف فيه بعجزه، ورأى آنه لو زيد [65 ب] من ذلك لكان أثفل لحمله وأحرى أن لا يقوم بأعباب ما يحب فيه عليه .
فإذا قام القائم بين يدى الإمام فليقم قائما معتدلا كقيامه فى الصلاة وليرم يبصره إلى الأرض إجلالا وهيية له ، ناظرا إلى الإمام من تحت طرفه، ويخفض جناحه، نظر من يرى أن نظره اليه عبادة ، فقد جاء ذلك فى الحديث المأثور، ولا يلتفت ببصره ولا يقلق فى وقوفه ولا يعبث بيديه، ولكن (1) سودة س 4/38 29
صفحه ۱۱۲