وسألته: عن قول إبراهيم صلى الله عليه، والله خلقكم وما تعملون فالله خلقكم وحجارة الأصنام التي كانوا يعبدون، وكما قال صلى الله عليه تعبدون ما تنحتون وسوأ قوله وما تنحتون، وقوله: وما تعملون.
وسألته: عن فردوا أيديهم في أفواههم فهو عضهم على الأيدي بأسنانهم وهو شيء يفعله المغتاظ إذا غضب أو أغتاظ ويفعله أيضا المتحير المتفكر إذا التبس عليه ما يفكر فيه وينظره.
وسألته: عن قول الله سبحانه: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما فالشهادة هي الحضور والزور من الأشياء فهو الزور، وهو الباطل والكذب واللغو، فهو الغفلة واللعب فذلك كله، وما كان منه فلا يشهدونه وإذا مروا به أعرضوا.
وسألته: عن قول الله: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك فذلك فلن يزالوا كما قال الله سبحانه مختلفين لأن الاختلاف لا يزال أبدا بين المحقين والمبطلين، وهو خبر من الله عما يكون وأنهم لن يزالوا مختلفين فيما يستأنفون، فالاختلاف منهم وفيهم ولذلك نسبه الله إليهم، وقوله: إلا من رحم ربك يريد من المؤمنين فإنهم في دنيهم متآلفون غير مختلفين.
وقوله تبارك وتعالى: ولذلك خلقهم يقول سحانه للمكنة مما يجب به الثواب والعقاب من السيئة والحسنة، ولولا خلقه لهم كذلك، وعلى ما فطرهم عليه من ذلك لما اختلفوا في شيء، ولما نزل عليهم أمر ولا نهي ولا كان فيهم مسيء ولا محسن ولا منهم كافر ولا مؤمن ولكانوا كالموات الذي لا يحسن ولا يسيء ولا يفجر عند الله ولا يتقي.
وسألته: عن وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي فقد يكون الايحاء إلهاما ويكون الايحاء من الوحي كلاما، ويكون الإلهام تعريفا وفطرة ويكون الكلام تعليما وتذكرة، وأي ذلك كان فعلم وبيان لا ينكره ولا يدفعه بالله مقر ولا يأباه إلا ملحد في الله متكبر لا ينكر صاغرا وإن كابر بالإنكار في أن للنحل وأشباهه إحتيالا وأن لها صنعاا محكما وأعمالا فيما يرى من شهدها وعجيب ما فيه من عقدها.
صفحه ۳۶