ومن النقد ما يرد بالنظر فى العبارة، كما فى οὐρῆας μέν πρῶτον فلعل الشاعر لا يستعمل οὐρῆας بمعنى «البغال» بل بمعنى «الحراس»، وكذلك ما قيل فى دولون: ὅς δι᾽ ἤτοι εἰδὸς μὲν ἔην κακός (حقا لقد كان قبيح المنظر) فليس المعنى أن جسمه كان متنافرا بل أن وجهه كان قبيحا. فإن أهل كريت يعبرون بكلمة εὐειδὲς (حسن المنظر) عن جمال الوجه. وفى هذه العبارة ζωηρότερον δὲ κέραιε (امزج الشراب أقوى) لم يعن الشاعر الإكثار من الخمر والإقلال من الماء دأب السكيرين، بل عنى الإسراع. ولعل الشاعر أراد أن يستعير، كما فى قولة: «ونامت الآلهة والناس كلهم الليل بطوله» مع أنه يقول فى الوقت نفسه: «ولقد يدير بصره إلى سهل طروادة فيروعه صوت النايات والصفارات» فكلمة «كل» مستعملة هنا بمعنى «كثير» لأن الكل نوع للكثير. وكذلك قوله «هى وحدها المحرومة» فكلمة «وحدها» استعارة، لأن الأشهر يعد أوحد. وقد يعتمد الحل على النبر أو على النطق، فكذلك حل هيبياس الثاسى ما أشكل فى هذين البيتين:
τὸ μέν εὐ (σύ) καταπύθεται δίδομεν (διδόμεν) δὲ οἱ ὄμβρω
صفحه ۱۴۶