أما التعرف فهو — كما يدل عليه اسمه — التغير من جهل إلى معرفة، تغيرا يفضى إلى حب أو كره بين الأشخاص الذين أعدهم الشاعر للسعادة أو للشقاء. وأحسن التعرف ما اقترن بالانقلاب، كما هو الشأن فى قصة «أوديبوس». وثمة أنواع أخرى من التعرف. فقد يقع ذلك فى الجهادات حتى أهونها شأنا. ومن التعرف أيضا أن يعلم أن شخصا قد فعل أمرا أو لم يفعله. ولكن التعرف الأليق بالقصة والفعل هو ذلك الذى ذكرناه. فإن ذلك التعرف والانقلاب يحدث شفقة أو خوفا، والأفعال التى تحدث الشفقة أو الخوف هى ما تعتمد التراجيديا محاكاته. ثم إن الشقاء والسعادة يحصلان من مثل هذه الأفعال. وإذا كان التعرف بين أشخاص فقد يحدث من واحد للآخر فقط، وإذا كان أحدهما يعرف صاحبه، وربما وجب أن يتعرف كلاهما الآخر، كما أن أورستيس عرف إيفيجانيا من إرسال الكتاب، غير أنه كان يلزم تعرف آخر من إيفيجانيا لأورستيس.
صفحه ۷۲