فقلت له لما برمت بقربه
أراك على قلبي خفيفا على القلب
وكان الناصر العلوي الاطروش إذا كلمه الانسان فلم يسمعه قال له يا هذا ارفع صوتك فان بادني بعض ما بروحك يكنى عن الثقل " ونظر " بديع الزمان إلى انسان بارد طويل فقال أقبل ليل الشتاء فاته طويل بارد " ودخل " ابن ابي أيوب إلى ابن حدار يعوده وقد اقشعر فقاله ما تجد فديتك قال أجدك يكنى عن البرد
" فصل " في الكناية عن الداء الذي لا دواء له الا بمعصية الله
يقال فلان يخبأ العصا وفلان عصي موسى لانها تلقف ما يأفكون وفلان يخبأ العصى في الدهليز الاقصى " وحدثني " أبو نصر سهل بن المرزبان قال قال بغض بني هاشم لابي العيناه بلغني انك تخبأ العصى فقال له وتدعونها تظهر وانشدني الطبري لنفسه في اللجام
رأيت للجام في خلقه
للشعر تطبيقا وتجنيسا
تخوة فرعون ولكنه
جانس في حمل العصي موسى
وغش ابليس ولكنه
خالف في السجدة ابليسا
ويقال فلان ممن يخر للاذقان " وهو " اسجد من هدهد وفي ذلك يقول بعض العصرين
أرسلت في وصف صديق لنا
ماحقة الكنية بالمسجد
في الحسن طاووس ولكنه
اسجد في الخلوة من هدهد
وفلان غراب لانه يوارى سوءة أخيه قال منصور الفقيه
ان في امر أحمد بن الطحاو
ى وفي امر عرسه لعجابا
طلقت نفسها عشية زفت
واباحته خمرها والثيابا
قيل ما باله فقالت غراب
هل شرطتم على بعلا غرابا
ومن ملح الصاحب في هذه الكناية قوله ويروى لغيره
له قراح في سراويله
يزرع فيه قصب السكر
" وقوله "
قد حضر الجامع مع رقة
احدثها العالم في دينه
والله ما يحضره مسرعا
الا ارتياحا لا ساطينه
" وقوله "
شاهدته بالامس قد حمل العصى
فسألته عنها ليوضح عذرا
فاجابني اني بها متشايخ
هذا ولي فيها مآرب أخرى
" وقوله "
والله ما أتخذ الكتابة حرفة
الا لحب الدرج والافلام
وأنشدني الاستاذ الطبري لنفسه من قصيدة
وقال انا المليك فقلت حقا
بقلب اللام نونا في الهجاء
ولم أر من أداة الملك شيئا
لديك سوى احتمالك للواء
وأنشدني أيضا من أخرى
فلم تضحى على الاسلام سيفا
وأنت كما علمت من العمود
وتزهد في الصلاة وفي ذويها
ولكن لست تزهد في السجود
ويروي ابن الاحوص نظر إلى الفرزدق وهو على بغل فقال له يا أبا فراس بغلك على خمس فقال الخامسة احب اليك وكان الاحوص يرمي بالابنة " ومن " جيد التعريض بها قول عمرو بن بابة
أقول وقد مر عمرو بنا
فسلم تسليمة خافية
لئن تاه عمرو بفصل الغنى
لقد فضل الله بالعافية
" فصل في الكناية عن البرص "
كان جزيمة ابرص فكنى عنه بالوضاح والابرش ولما برص بلعا بن قيس قيل له ما هذا فقال سيف الله جلاه ويروي حلاه بالحاء وتشديد اللام " وممن " كنى عن البرص بالوضح رجل من بني نهشل حيث قال
نفرت شودة مني اذ رأت
صلع الرأس بجلدي والوضح
هو زين لي في الوجه كما
زين الطرف تحاسين الفرح
وقال ابن حسا في الكناية عنه بالبياض
لا تحسبن بياضا فيه منقصة
ان اللهاميم قي أقرانها بلق
" ولبعضهم "
أخو لخم أعارك منه ثوبا
هنيئا بالقميص لك الاجد
وأخو لخم هو جذيمة الابرش وكان رجل أبرص اليد يخضبها ليكون أخفى لمل بها فسئل غلامه عما يصنع فقال يداوي العاج بالمزاج
" فصل في الكناية " عن عدة عاهات
يكنى عن الاعمي بالمحجوب وفي ذلك يقول عثمان بن الوليد بن عتبة
لعمري لئن أمست على عماية
لقد رزىء الابصار قبلي الاكارم
وقد عاش محجوبا أمية وابنه
أبونا أبو عمرو وحرب وهاشم
صفحه ۷۲