فانما حاجتي اليه
حاجة ديك إلى دجاجة
وقد مرت في ابيات لابن المعتز في نهاية الملاحة يشتمل البيت الاخير منها على كناية مستظرفة جدا وهي
وشادن أفسد قلبي
بعد حسن توبته
جاد بجيش الحسن في
عديده وعدته
فماتت التوبة لما
ان بدا من هيبته
وجاء ابليس يهنى
نظري بطلعته
ولم يزل يذكرني
ربي وعفو قدرته
وقال لي ما قبلة
وغيرها في رحمته
وعلى ذكر القبلة فقد أنشدت أبياتا ليونس العروضي فيها كناية لطيفة عما يتبع القبلة وهي
اني من حبك ياسيدي
في خطة هائلة صعبه
وقد أذنت اليوم في قبلة
راعيت فيها حرمة الصحبه
كأنني اذ نلتها خلة
قبلت ركن البيت ذي الحجبه
والركن قد فزت بتقبيله
فكيف لي أن أدخل الكعبه
ومن ظريف الكناية عن القبلة ما أنشدتيه أبو الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي لعبد الله بن النجم
شكي اليك ما وجد
من خأته فيك الجلد
حيران لو شئت اهتدى
ظمآن لو شئت ورد
ومن حسن الكناية عن العدول عن مباشرة النسوان إلى مفاخذة الغلمان قول بعضهم
لا أركب البحر ولكنني
أطلب رزق الله في الساحل
وأبدع ما سمعت في معنى الضيق والسعة بأحسن كناية وألطف عبارة ما أنشدنيه أبو نصر أحمد بن اكريد الزنجاني لنفسه في غلامه يوسف
مضى يوسف عنا بتسعين درهما
وعاد وثلت المال في كف يوسف
فكيف يرجي بعد هذا صلاحه
وقد ضاع ثلثا ماله في التصرف
ونظير هذه الحكاية في فحش المعنى وطهارة اللفظ ما أنشدنيه أبو جعفر محمد بن موسى الموسوي قال أنشد محمد بن عيسى الدامغاني ولم يسم قائله
تذكر اذ أرسلته بيدقا
فيك فوا فاني فرزانا
ومن اعارة الشطرنجيين إذا تفرزن بيدق لهم في الرقعة ان يعلموا عليه بما يتميز معه عن سائر البيادق فقد كنى هذا الشاعر عن ذلك الشئ انه دخل وهو نظيف وخرج وهو معلم قذر " ومن " نادر الكناية عن اتيان الغلام ما أنشدنيه القاضي أبو بكر الستي للسرى الموصلي من أبيات
أنخت في حانة أترجة
وحبذا السكر بها من مناخ
يصافح الخمر بها نفسها
ونبذر النسل بها في السباخ
فانظر كيف كنى عن اللواطة بالبذر في سباخ لا ينبت " ومن " مشهور ما يليلق بهذا الفصل قول بعضهم
من كل شيئ قضت نفسي مآربها
الا من الطعن بالقثاء في التين
لا أغرس الدهر الا في مشرفة
ولا يجوز الا تحت سرقين
وأنشدني أبو الفتح البستي لنفسه
أفدى الغزال الذي في النحو كلمني
مناظرا فاجتنبت الشهد من شفته
وأورد الحجيج المقبول شاهدها
محققا ليربني فضل معرفته
ثم افترقنا على رأي رضيت به
فالرفع من صفتي والنصب من صفته
يعني انه كان فاعلا والفاعل مرفوع والغزال مفعولا به منصوب ولابي تمام فيما يقاريه
وكنت أدعوك عبد الله قبل فقد
أصبحت أدعوك زيدا غير محتشم
سمحت جودا بما قد كنت تمنعه
ما كل جود الفتى يدعو إلى الكرم
" وله "
ما كان في المخدع من أمركم
فانه في المسجد الجامع
يا طول فكري فيك من حامل
صحيفة مكسورة الطابع
وأما قول ابن المعتز
وجاءني في قميص الليل مستترا
يستعجل الخطو من خوف ومن حذر
فبت أفرش خدي في الطريق له
ذلا وأسحب أذيالي على الأثر
وكان ما كان مما لست أذكره
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
فهو كناية عن التصريح: ومثله لعبد الصمد بن المعذل
وإذا هبت النفوس اشتياقا
وتشهى الخليل قرب الخليل
كان ما كان بيننا لا اسمي
ه ولكنه شفاء الغليل
ولبعض أهل العصر والمراد هو البيت الاخير
صفحه ۶۷