مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله وسلم، أحمد الله الجليل على جميل عفوه، وجزيل نواله حمد مستهتر (1) بذكره حيران وإله، وأصلي على المصطفى المنزل عليه القرآن، وعلى آله وصحبه الذين من عاداهم نعاده، ومن والاهم نواله، ما اغتر الظمآن بالسراب وآله.
يقول العبد الفقير (محمد بن يوسف بن محمد الكنجي): أما بعد فاني لما جلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستمائة بالمشهد الشريف بالحصباء (2) من مدينة الموصل، ودار الحديث المهاجرية
صفحه ۳۶
حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وأرباب الحديث، فذكرت بعد الدرس احاديث، وختمت المجلس بفصل في مناقب اهل البيت (عليهم السلام) فطعن بعض الحاضرين- لعدم معرفته بعلم النقل- في حديث زيد بن ارقم في غدير خم (3).
وفي حديث عمار في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن احبك وصدق فيك) (4) فدعتني الحمية لمحبتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في البلدان، من احاديث صحيحة من كتب الائمة والحفاظ في مناقب امير المؤمنين علي (عليه السلام)، الذي لم ينل رسول الله صلى الله عليه وآله فضيلة في آبائه وطهارة في مولده إلا وهو قسيمة فيها، تأسيا بما رويناه عن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي إمام القراء بجامع دمشق (5)، وعلي بن هبة الله سلامة ابن الجميزي الخطيب بمصر (5)، وعبد الله بن الحسين بن رواحة بحلب (5) وغيرهم، قالوا اخبرنا الحافظ ابو طاهر احمد بن محمد السلفي (5)، انبأنا القاضي ابو المحاسن عبد الواحد
صفحه ۳۷
ابن اسماعيل الروياني (9)، اخبرنا ابو غانم احمد بن علي الكراعي (10)، انبأنا عبد الحسين النضري (11)، انبأنا الحارث بن ابي اسامة (12)، حدثنا محمد
صفحه ۳۸
ابن كناسة (13)، حدثنا الاعمش (14) عن شقيق (15) عن عبد الله (16) قال: قلت يا رسول الله المرء يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال رسول الله (ص) المرء مع من أحب (17)، وفي رواية رجل يجالس المصلين ولا يصلي إلا قليلا ويجالس الصائمين ولا يصوم إلا قليلا، ويجالس الذاكرين ولا يذكر إلا قليلا ويحب المتصدقين ولا يتصدق إلا قليلا، ويجالس المجاهدين ولا يجاهد إلا
صفحه ۳۹
قليلا، (وهو في ذلك يحب الله ورسوله والمؤمنين)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اولئك قوم لا يشقى بهم جليسهم (18).
وابتدأنا بما وقع النزاع فيه، فلما تم الاملاء بعون الله وتوفيقه، بيضناه برسم خزانة اشرف بنيه في عصرنا الذي علا الناس بصرامته (19) وبهرهم برجاحته وساسهم بشهامته، مولانا الصاحب الاعظم، شرف آل رسول الله صلى الله عليه وآله، تاج الدين ابى المعالي محمد بن نصر (20) نصير امير المؤمنين اسبغ الله عليه ظل المواقف الشريفة بمحمد وآله الطاهرين
وقد وسمته (21) ب (كفاية الطالب في مناقب علي بن ابى طالب) ورتبته ابوابا:
الباب الأول بيان صحة خطبته صلى الله عليه وآله بماء يدعى خما
الباب الثاني بيان حديث عمار بن ياسر «رض» وذكر طرقه.
الباب الثالث في ان محبة علي (عليه السلام) آية الايمان وبغضه آية النفاق الباب الرابع في ان محبة علي (عليه السلام) وبغضه دلالة على محبة النبي صلى الله عليه وآله وبغضه.
صفحه ۴۰
الباب الخامس في ان من تولى عليا (عليه السلام) فقد تولى الله ورسوله (ص).
الباب السادس في كرامة الله تعالى لعلي بن ابى طالب (عليه السلام) وفضل محبته
الباب السابع في شدة محبة الله تعالى لعلي (عليه السلام).
الباب الثامن في حب الحسن والحسين وعلي وفاطمة (عليهم السلام)
الباب التاسع في ان من تولى عليا (عليه السلام) كان من احباب الله تعالى.
الباب العاشر في كفر من سب عليا «ع».
الباب الحادي عشر في مبايعة النبي (ص) على محبة اهل بيته.
الباب الثانى عشر في أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بحب علي (عليه السلام).
الباب الثالث عشر في ان عليا «ع» امتحن قلبه للتقوي.
الباب الرابع عشر في محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام) بسبب كثرة الفتوح على يديه
الباب الخامس عشر في قوله (ص) لعلي «ع»: ان الله سيهدى لسانك ويثبت قلبك.
الباب السادس عشر إن أذن علي (عليه السلام) سامعة واعية حافظة غير ناسية.
الباب السابع عشر ما أمر الله به رسوله (ص) من تقريب علي (عليه السلام) وتعليمه.
الباب الثامن عشر في تعليم النبي صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام) آداب القضاء.
صفحه ۴۱
الباب التاسع عشر في غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمخالفة حكم علي (عليه السلام).
الباب العشرون في توعد النبي صلى الله عليه وآله لمبغض علي (عليه السلام) بالنار.
الباب الحادي والعشرون ما خص الله عليا «ع» بالحكمة.
الباب الثانى والعشرون في ذكر قضية قضى بها علي «ع» وذكرت للنبي صلى الله عليه وآله فصوبها وأمضاها.
الباب الثالث والعشرون في تشبيه النبي صلى الله عليه وآله عليا «ع» بالأنبياء في خصائلهم.
الباب الرابع والعشرون في ان عليا «ع» لم يشرك بالله طرفة عين.
الباب الخامس والعشرون في ان عليا أول من صلى.
الباب السادس والعشرون في شوق الملائكة والجنة الى علي (عليه السلام) واستغفارهم لمحبيه.
الباب السابع والعشرون ما ذكر من وجد النبي صلى الله عليه وآله بفراق علي «ع».
الباب الثامن والعشرون ان كل سرية خرج فيها علي (عليه السلام) اظله الله سبحانه
الباب التاسع والعشرون ان آية النجوى عمل بها علي (عليه السلام) دون سائر الصحابة.
الباب الثلاثون في قوله تعالى: إن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، وأن صالح المؤمنين هو علي (عليه السلام)
الباب الحادي والثلاثون ان عليا (عليه السلام) إمام كل آية فيها: (يا أيها الذين آمنوا ...
صفحه ۴۲
الباب الثاني والثلاثون قوله عز وجل في آية المباهلة.
الباب الثالث والثلاثون حديث الطائر.
الباب الرابع والثلاثون ان النظر الى وجه علي (عليه السلام) عبادة.
الباب الخامس والثلاثون في سلوك علي (عليه السلام) بالأمة عند خلافته الطريق المستقيم.
الباب السادس والثلاثون في إذن النبي صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام) في قتال اهل البغي وإكرامه إياه ليد ابي طالب عنده.
الباب السابع والثلاثون في ان عليا (عليه السلام) قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ...
الباب الثامن والثلاثون قوله صلى الله عليه وآله لعمار: تقتلك الفئة الباغية.
الباب التاسع والثلاثون فى وعد النبي الصادق (ص) عليا (عليه السلام) بقتل الخارجي نجل المنافق.
الباب الأربعون في ان عليا «ع» أول من قاتل اهل البغي.
الباب الحادي والاربعون في تخصيص علي (عليه السلام) بمرافقة النبي (ص) عند دخول الجنة.
الباب الثاني والاربعون في تخصيص علي (عليه السلام) بالنداء من بطنان العرش يوم القيامة
الباب الثالث والاربعون في تخصيص علي (عليه السلام) بقوله (ص) فلا ادعى بخير إلا دعيت.
الباب الرابع والاربعون في تخصيص علي «ع» بالمتابعة عند الفتنة.
الباب الخامس والاربعون في تخصيص علي «ع» بثلاث خصال خصه النبي صلى الله عليه وآله بها
الباب السادس والاربعون في تخصيص علي «ع» بالزهد في الدنيا
صفحه ۴۳
الباب السابع والاربعون في تخصيص علي (عليه السلام) بمؤاخاة الرسول صلى الله عليه وآله.
الباب الثامن والاربعون في تخصيص علي «ع» بتسعة اعشار العلم.
الباب التاسع والاربعون في تخصيص علي (عليه السلام) بالمفاخرة بين ملأ من قريش.
الباب الخمسون في تخصيص علي (عليه السلام) بفتح بابه عند سد ابواب سائر الاصحاب.
الباب الحادي والخمسون في تخصيص علي (عليه السلام) بقول قريش لأبي طالب اطع ابنك عليا فقد أمر علينا وعليك.
الباب الثاني والخمسون في تخصيص علي (عليه السلام) بالفهم في كتاب الله تعالى.
الباب الثالث والخمسون في تخصيص علي «ع» بكونه سيد العرب.
الباب الرابع والخمسون في تخصيص علي «ع» بكونه سيد المسلمين.
الباب الخامس والخمسون في تخصيص علي بقوله (ص): أوصيك بريحانتي من الدنيا.
الباب السادس والخمسون في تخصيص علي «ع» بكونه إمام الأولياء
الباب السابع والخمسون في تخصيص علي «ع» بحل المعضلات.
الباب الثامن والخمسون في تخصيص علي (عليه السلام) بقوله (ص):
أنا مدينة العلم وعلي بابها.
الباب التاسع والخمسون في تخصيص علي «ص» باجابة سؤاله
الباب الستون في تخصيص علي (عليه السلام) بقصر يقابل قصر النبي صلى الله عليه وآله في الجنة.
الباب الحادي والستون في تخصيص علي «ع» بالتصدق في حال ركوعه
صفحه ۴۴
الباب الثاني والستون في تخصيص علي (عليه السلام) بمائة منقبة دون سائر الصحابة.
الباب الثالث والستون في تخصيص علي «ع» بذكر كنية نهى رسول الله صلى الله عليه وآله ان يكنى بها
الباب الرابع والستون فى تخصيص علي «ع» بقوله صلى الله عليه وآله:
اخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي
الباب الخامس والستون فى تخصيص علي «ع» بقول النبي (ص):
اللهم اكفه الأذى من الحر والبرد
الباب السادس والستون في تخصيص علي «ع» بقوله صلى الله عليه وآله: حديقتك في الجنة احسن منها.
الباب السابع والستون في تخصيص علي (عليه السلام) بقوله صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا منه.
الباب الثامن والستون في تخصيص علي «ع» بقوله صلى الله عليه وآله:
من آذى عليا فقد آذاني.
الباب التاسع والستون في تخصيص علي «ع» بقول الملك يوم بدر: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
الباب السبعون في تخصيص علي «ع» بقوله صلى الله عليه وآله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
الباب الحادي والسبعون في تخصيص علي (عليه السلام) بأن جعله رسول الله صلى الله عليه وآله كنفسه
الباب الثانى والسبعون في تخصيص علي (عليه السلام): بأن بعث له ماء من الفردوس.
الباب الثالث والسبعون في تخصيص علي «ع» بالعهود.
صفحه ۴۵
الباب الرابع والسبعون في تخصيص علي «ع» بعلم الظاهر والباطن
الباب الخامس والسبعون في تخصيص علي وفاطمة (عليهما السلام) بتعليم النبي (ص) لهما الدعاء إذا اخذا مضاجعهما
الباب السادس والسبعون في تخصيص علي وفاطمة (عليهما السلام) بتعليم النبي صلى الله عليه وآله لهما الدعاء إذا نزلت بهما مصيبة
الباب السابع والسبعون في تخصيص علي (عليه السلام) بكونه من المختارين عند رب العالمين.
الباب الثامن والسبعون في ان النبي «ص» زوج فاطمة عليا (عليهما السلام) بأمر الله تعالى.
الباب التاسع والسبعون في ان شجرة الجنة نثرت الدر والجوهر في املاك فاطمة (عليها السلام).
الباب الثمانون في مفاخرة الحور والملائكة لما اصابوا من نثار فاطمة (عليها السلام).
الباب الحادي والثمانون في ان الملائكة زفت فاطمة الى علي «ع»
الباب الثانى والثمانون في ذكر طعام عرس علي وفاطمة «ع»
الباب الثالث والثمانون في قوله صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام): أنت اعز علي من فاطمة.
الباب الرابع والثمانون فى اختيار النبي صلى الله عليه وآله عليا (عليه السلام) لمصاهرته.
الباب الخامس والثمانون في ان عليا وفاطمة وولديها (عليهم السلام) يوم القيامة في قبة تحت العرش
الباب السادس والثمانون في ان خلق علي (عليه السلام) مثل خلق النبي (ص)
صفحه ۴۶
الباب السابع والثمانون في ان عليا (عليه السلام) خلق من نور النبي محمد صلى الله عليه وآله.
الباب الثامن والثمانون في فساد دعوى من زعم انه يحب الرسول (ص) مع بغض علي (عليه السلام).
الباب التاسع والثمانون في ذكر ما بني لعلي وفاطمة «ع» في الجنة
الباب التسعون في ذكر هجرة علي «ع»
الباب الحادي والتسعون في بشارة النبي صلى الله عليه وآله لمحب علي (عليه السلام) بسكنى جنة عدن
الباب الثانى والتسعون في أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بمناجاة علي (عليه السلام) خاصة.
الباب الثالث والتسعون في قوله (ص) لعلي وفاطمة وولديهما (عليهم السلام):
أنا حرب لمن حاربتم.
الباب الرابع والتسعون في قوله صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام):
أنت أعلم أمتي بالسنة.
الباب الخامس والتسعون في ان عليا «ع» كان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر.
الباب السادس والتسعون في نهي النبي (ص) عن سب علي «ع»
الباب السابع والتسعون في إكرام النبي صلى الله عليه وآله وتبجيله للحسن والحسين (عليهما السلام)*** فصل في مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وبذر والديهما الصوم عند برئهما وقصة نزول هل أتى
صفحه ۴۷
الباب الثامن والتسعون في بشارة خديجة بنت خويلد أم فاطمة (عليها السلام) ببيت فى الجنة من عند رب العالمين
الباب التاسع والتسعون في ذكر فضائل سيدة نساء العالمين «ع»
الباب المائة في تطهيرهم (عليهم السلام) من الأنجاس
فصل في بيان ان ذرية النبي (ص) من صلب علي «ع» وهو من لطائف الكتاب
فصل في حديث رد الشمس.
فصل قد ذكرنا فيما تقدم مائة باب من مناقبه (عليه السلام) ونذكر الآن ابوابا تشتمل على وصاياه، ومواعظه وتواضعه، وعبادته، وصفته، ولباسه، ومولده، ونسبه، وذكر قتله، ومن قتله، وما صنع بقاتله، وما قال فيه، ومبلغ عمره، ومتى قتل ومن غسله، وصلى عليه، وما كان كفنه، وموضع دفنه، وذكر الاختلاف في ذلك
الباب الأول في وصاياه.
الباب الثاني في مواعظه وخطبه، ومن ذلك خطبة خطبها مرتجلا ليس فيها ولا في موعظتها حرف الألف
الباب الثالث تواضعه في طعامه وحمل سلعته
الباب الرابع في ذكر عبادته
الباب الخامس في صفته
الباب السادس في ذكر ملبوسه
الباب السابع في ذكر مولده وقصة المبرم
الباب الثامن في نسبه متصلا بآدم أبي البشر «ع»
صفحه ۴۸
تنبيهات في ذكر عدد أولاده وذكر امهاتهم على الانفراد
قاعدة في ذكر المعقبين من أولاد امير المؤمنين (عليه السلام) وذكر من قتل مع الحسين (عليه السلام).
فرع في ذكر الائمة المهديين (عليهم السلام).
الباب التاسع في ذكر قتله ومن قتله.
الباب العاشر في ذكر ما صنع بقاتله وما قال فيه.
الباب الحادي عشر في ذكر مبلغ عمره، ومتى قتل، ومن غسله، وصلى عليه، وما كان حنوطه، وكفنه.
الباب الثاني عشر في موضع دفنه وذكر الاختلاف في ذلك.
صفحه ۴۹
[فصل في مناقب علي بن أبى طالب (عليه السلام)]
الباب الاول فى بيان صحة خطبته صلى الله عليه وآله بماء يدعى خما
(اخبرنا) محمد بن عبد الله بن محمد أبي الفضل (1) بمكة حرسها الله تعالى وأبو محمد الحسن بن سالم بن علي بن سلام (2) بقراءتي عليه بين قبر النبي (ص) ومنبره، والحافظ محمد بن أبي جعفر القرطبي (3) بمدينة بصرى، وإبراهيم ابن بركات الخشوعي (4) بجامع دمشق، ومحمد بن محمود بن الحسن الحافظ المعروف بابن النجار (5) بمدينة السلام، قال ابن النجار، وابن ابي الفضل:
(اخبرنا) ابو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي (6)، وقال ابن سلام
صفحه ۵۰
والقرطبي، أخبرنا محمد بن علي بن صدقة الحراني (7)، وقال الخشوعي اخبرنا الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (8) مؤرخ الشام، قال اخبرنا: الامام ابو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي (9)، اخبرنا ابو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي (10)، اخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي (11)، اخبرنا ابراهيم بن محمد بن سفيان (12)، اخبرنا الامام الحافظ ابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (13)، حدثني:
صفحه ۵۱
زهير بن حرب (14)، وشجاع بن مخلد (15)، جميعا عن ابن عليه (16) قال زهير: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم، حدثني ابو حيان (17)، قال حدثني:
زبيد بن حيان (18)، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة (19)، وعمر بن
صفحه ۵۲
مسلم (20) الى زيد بن ارقم، فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله (ص) وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله: وقال: يا ابن اخي والله لقد كبر سني، وقدم عهدى، ونسيت بعض الذي كنت اعي من رسول الله (ص)، فما حدثتكموه فاقبلوا ومالا فلا تكلفونيه.
ثم قال: قام رسول الله (ص) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا يا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه.
ثم قال: وأهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، فقال له حصين: ومن اهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من اهل بيته؟
قال: اهل بيته من حرم الصدقة بعده (21) وهم آل علي وآل عقيل، وآل جعفر وآل عباس
اخرجه مسلم في صحيحه كما اخرجناه، ورواه ابو داود، وابن ماجة القزوينى في كتابيهما (22).
صفحه ۵۳
قلت: ان تفسير زيد (اهل البيت) غير مرضي، لأنه قال: اهل بيته من حرم الصدقة بعده، يعني بعد النبي (ص)، وحرمان الصدقة يعم زمان حياة الرسول (ص ) وبعده، ولأن الذين حرموا الصدقة لا ينحصرون في المذكورين، فان بني المطلب يشاركونهم في الحرمان، ولأن آل الرجل غيره على الصحيح، فعلى قول زيد يخرج امير المؤمنين (عليه السلام) عن ان يكون من اهل البيت، بل الصحيح ان اهل البيت على وفاطمة والحسنان (عليهم السلام) كما رواه مسلم بأسناده عن عائشة ان رسول الله (ص) خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل (23) من شعر اسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (24).
وهذا دليل على ان اهل البيت هم الذين ناداهم الله بقوله اهل البيت وأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في المرط.
وأيضا روى مسلم بأسناده انه لما نزلت آية المباهلة دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، وقال: اللهم هؤلاء اهلي (25)، وأخرجه إمام اهل الحديث وشيخ الصنعة، وصاحب الجرح والتعديل وهو احمد بن محمد
صفحه ۵۴
ابن حنبل الشيباني (26) في مسنده عن غير واحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله والتابعين (27).
خبرناه قاضي القضاة يحيى بن قاضي القضاة ابي المعالي محمد بن علي القرشي (28) اخبرنا ابو علي حنبل بن عبد الله البغدادي، اخبرنا ابو القاسم بن الحصين، اخبرنا ابو علي بن المذهب، اخبرنا ابو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا فطر (29) عن
أدين بما دان الوصي ولا أرى
سواه وإن كانت أمية محتدي
ولو شهدت صفين خيلي لأعذرت
وساء بني حرب هنالك مشهدي
صفحه ۵۵