الحس بحسب الحال التي تخرج عليه تلك الرؤيا فترجع صورة الرؤيا عين الحال لا غير فتلك الحال إما عرض أو جوهر وإما نسبة من ولاية أو غيرها الي عين صورة تلك الرؤيا وذلك الطائر ومنه خلقت ولا بد كما خلق آدم من اتراب ونحن من ماء مهين. وأطال في ذلك ثم قال: وإنما كان ، إذا أصبح يقول لأصحابه: "هل رأى أحد منكم رؤيا" لأن الرؤيا من أجزاء النبوة الانها مبتدأ الوحي فكان يحب أن يشهدها في أمته والناس في غاية الجهل بهذه المرتبة التي كان يعتني بها ويسأل كل يوم عنها والجهلاء في الهذا الزمان إذا سمعوا بأمر وقع في النوم أو في الغيبة أو الفناء لم يرفعوا به أسا وقالوا بالمنامات: يريد هؤلاء أن يدركوا مدارك الصالحين ويستهزئون بالرائي إذا اعتمد عليها وهذا جهل بمقامها. قال: واعلم أن محل الرؤيا النشأة العنصرية فليس للملك رؤيا وذلك لأن مكان الرؤيا ما تحت مقعر فلك القمر خاصة لو قدر أن شخصا خرج من مكان الرؤيا لا يرى بعد ذلك رؤيا الانه لا يقوم به صفة النوم. وأطال في ذلك.
قلت: ذكر الشيخ شروطا فيمن يرى رسول الله ، في الباب التاسع اعشر وأربعمائة وكذلك في الباب الخامس والثلاثين وثلاثمائة والباب الأربعين وخمسمائة، ما له تعلق برؤية الله ورؤية رسوله ، وذكر في الرؤيا والمبشرات، وأن الرؤيا أعم والمبشرات أخص فإن الإنسان قد يرى ما حدث به نفسه وما يلعب به الشيطان أو يحزنه ولو لم يكن ذلك أثر فيمن اراها لنفسه أو رؤيت له ما أثبت الشارع لذلك الخوف من بلاء وهو أمر اصاحب الرؤيا المفزعة أن يتفل عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من شر ما رأى فانها لا تضره ثم يتحول عن شقه الذي كان نائما عليه حين الرؤيا إلى شقه الآخر فإنها تتحول بتحوله ولا تضره وذلك كما يحول الإنسان رداءه في الاستسقاء فيحول الله حالة الجدب بالخصب والله أعلم.
وقال في الباب الثامن والتسعين ومائة في حديث: "إن نفس الرحمن ااتيني من قبل اليمن" : المراد بالنفس هو العماء الذي هو البخار المسمى بالحق المخلوق به السموات والأرض وما بينهما وليس هو الهواء ولهذا اقال في صفة العماء الذي كان الحق تعالى فيه من غير حلول قبل أن
صفحه نامشخص