اعلى كل سورة أنها منه كعلامة السلطان على مناشيره والحكم للتتويج فإن به اقع القبول، وبه يعلم أنه من عند الله؛ هذا أخبار الوارد لنا ونحن نشهد او نسمع ونعقل ولله الحمد لكن في حجاب عن شهود المحل الذي نزلت منه الشرائع ليفرق بين مقام الولاية ومقام الرسالة فافهم وذكر أيضا في الباب الثامن والثلاثين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن ال ه عالى جعل البسملة أول كل سورة من القرآن حاكمة على كل وعيد فيها الأحد من المسلمين فمال كل موحد إلى الرحمة لأجل بسم الله الرحمن الرحيم فهي بشرى عظيمة لزوال كل صفة توجب الشقاء على أحد من عصاة الموحدين، وأما سورة التوبة عند من لم يجعلها من سورة الأنفال فيجعل لها اسم التوبة وهي الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة والعطف، فقام اسم التوبة امقام البسملة فإن بالرجعة على عباده تعالى لا تكون إلا بالرحمة والله أعلم اوقال في الباب الخمسين: سبب الحيرة في الله تعالى طلبنا معرفة ذاتها اعالى بأحد الطريقين: إما بطريق الأدلة العقلية وإما بطريق تسمى المشاهدة فالدليل العقلي يمنع من المشاهدة والدليل السمعي قد أوما إليها وما صرح اوقد منع الدليل العقلي من إدراك حقيقة ذاته تعالى من طريق الصفة الثبوتية النفسية التي هو في نفسه عليها فلم يدرك العقل بنظره إلا صفات السلوب لا اغير وقد سموا ذلك معرفة، وكلما زادت الحيرة زاد العلم بالله تعالى ولذك كانت حيرة أهل الكشف أعظم . وقال: لولا منازعة الإنكار من العلماء وأولي الأمر على أهل الله عز وجل لأتوا بنظير ما جاءت به الأنبياء من صفات الل ه اعالى من تعجب وفرح وضحك ونزول ومعية؛ ولكن نغم ما فعل العلماء في إنكارهم ونعم ما فعل أهل الله في عدم التلفظ بما أطلعهم الله عليه من معرفته. وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الحادي والخمسين: من رجال الله من أعطاه الله تعالى اعلامة يعرف بها الحرام والحلال في الماكل والملابس والمشارب وغير ذلك، فاستراح من التعب والتفتيش وسوء الظن بعباد الله تعالى المكتسبين الذلك المال، ثم إن هذا الأمر لا يكون لهم إلا بعد التضييق الشديد في التورع وهناك جازاهم الله تعالى ونفس عنهم بإعطائهم تلك العلامة في
صفحه نامشخص