امشاهدته والصلاة مناجاة لا مشاهدة، فالحجاب يصحب الصلاة ولا يصحب الصوم ألا تراه قال: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؟ والصوم لا ينقسم فافهم وقال فيه : للملائكة الترقي في العلم لا في العمل فلا يترقون بالأعمال كما لا يترقى في العلم، والعمل ولو أن الملائكة ما كانت ترقى في العلم ما اقبلت الزيادة من آدم حين علمها الأسماء كلها فإنه زادهم علما بالأسماء لم يكن عندهم فتأمل ذلك.
ووقال في الباب الثامن والأربعين في قوله : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) محمد: 33] أي أطيعوا الله فيما أمركم به على لسان رسوله مما قال فيه الة: "إن الله يأمركم" ثم قال: "وأطيعوا الرسول" ففصل أمر طاعة ال ه امن طاعة رسوله ولو كان المراد بطاعة رسول الله ما بلغ إلينا من أمر الله لم اليكن ثم فائدة زائدة وإنما المراد بطاعتنا له أن نطيعه فيما أمر به ونهى عنه مما لم يقل هو من عند الله فيكون كالقرآن، قال تعالى: (ومآ ءاللكم الرسول الخذوه وما نهكم عنه فأننهوأ [الحشر: 7] لأنا جعلنا له أن يأمر وينهى زائدا اعلى تبيلغ أمرنا ونهينا إلى عبادنا. وأطال في تفسير الآية، ثم قال: ومعنى الطاعة أولي الأمر أي فيما إذا أمرونا بما هو مباح فإذا أمرونا بمباح أو نهونا اعنه فأطعناهم أجرنا في ذلك أجر من أطاع الله فيما أوجبه علينا وليس لأولي الأمر أن يشرعوا شريعة مثل رسول الله ولذلك لم يقل في أولي الأمر: أطيعوا، مثل ما قال في رسول الله ، فليتأمل. وقال فيه: إنما أمر اللها الخلق بالسجود وجعله مقام قربه بقوله: { وأسجد وآقترب) [العلق: 19] ووبحديث: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" إعلاما لنا بأن الحق اعالى في نسبة الفوقية إليه من قوله : (وهو القاهر فوق عبادهء ) [الأنعام: 18] اوبقوله: { يخافون ريهم من فوقهر ) [النحل: 50] كنسبة التحتية إليه سواء فإن الساجذ يطلب السفل بوجهه كما أن القائم يطلب العلو إذا رفع وجهه في احال الدعاء ويديه، وقد جعل الله السجود حال قرب من الله إليه فلم يقيد اسبحانه الفوق عن التحت ولا التحت عن الفوق لأنه خالق الفوق والتحت كما لم يقيده الاستواء على العرش عن النزول إلى سماء الدنيا فهو معنا أينما
صفحه نامشخص