ادراك الشمس لذلك الذي حال بينه وبين السماء من السحاب المتراكم وقال في الباب العشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفلؤاد كل أولكيك كان عنه مسقولا) [الإسراء: 36]: اعلم أن اسم كان هنا هو النفس فيسأل النفس عن سمعه، وبصره، وفؤاده فيقال له : ما فعلت برعيتك كما يسأل الوالي الجائر إذا أخذه الملك وعذبه عند استغاثة رعيته منه .
ووققال في قوله تعالى: فلا يظهر على غيبهء أمدا إلا من آرتضى من رسول [الجن: 26 - 27] : المراد بهذا الغيب الذي يطلع عليه رسوله هو علم التكليف الذي غاب عنه العباد ولم تشتغل عقولهم بدركه ولهذا جعل الملائكة اله رصدا حذرا من الشياطين أن تلقي إليه ما رصدا يعمل به في نفسه من التكليف الذي جعله الله تعالى سعادة للعباد من أمر ونهي فهذا الغيب هو علم الرسالة ولهذا قال: ( ليعلر أن قد أبلغوا رسللكت ربهم) [الجن: 28] فأضاف الرسالة إلى قوله "ربهم" لما علموا أن الشياطين لم تلق إليهم أعني الرسل اشيئأ فيتيقنون أن تلك الرسالة من الله تعالى لا من غيره. ثم هل هذا القدر الذي يطلع عليه من ارتضاه من رسول هل هو بإعلام الملك له أو هو بلا واسطة ملك؟ الظاهر الثاني وتكون الملائكة تحف أنوارها برسول الله كالهالة حول القمر والشياطين من ورائها لا تجد سبيلا إلى هذا الرسول حتى ايظهر الله له ما شاء من علم التكليف الذي خفي عنه، وعن العباد علمه.
اقال: وليس في كتابنا هذا ولا غيره أصعب من تصور الغيب الذي انفرد به الحق ويسمى الغيب المحالي وذلك لأنه لا يظهر عنه شيء أبدأ يتصف بالشهادة وقتأ أو حالا ما فهو غيب بين عالم الشهادة وعالم الغيب لا يتخلص الأحد الجانبين وقد حارت الخلائق في هذا الغيب فإنه ما هو محال فيكون اعدما محضا ولا هو واجب الوجود فيكون وجودا محضاولا هو ممكن استوي طرفاه ولا هو غير معلوم بل هو معقول فلا يعرف له حد فهذا هو الغيب الذي انفرد به الحق حيث قال: {عكلم الغيب) [الأنعام: 73].
اوقال في الباب الثاني والعشرين وثلاثمائة : إنما وجب نصب إمام واحد ففي العالم تنبيها على أن الإله للعالم واحد فهو واجب شرعا مع كون طلب الإمام موجودا في قطر العالم كلهم فإن هممهم توفرت في كل بلدة، أوا
صفحه نامشخص