وما هي إلا دقائق حتى كان الباشا يقول لوزير الزراعة بعد التحيات: يا معالي الباشا ابن خولي الدائرة حصل على بكالوريوس الزراعة وأريد أن تعينه.
وجاء رد الوزير عبر الأثير: إذا لم نساعد الذين يعملون معنا فمن نساعد؟
معاليك فلاح أصيل وتعرف هذه الأمور. - هل تحب أن أعينه في مكتبي؟ - والله يكون هذا فضلا أضيفه إلى أفضالك. - أرسله إلي ومعه بطاقة منك. - وهو كذلك، وألف شكر. - هذا واجب، ولا شكر على واجب. - تصبح على خير يا معالي الباشا. - وأنت من أهله يا سعادة الباشا.
وانتهت المكالمة والتفت الباشا إلى شهاب وقال له: إنه سيعينك في مكتبه.
وهب شهاب واقفا، وانكب على يد الباشا الذي أسرع وسحبها وهو يقول: لماذا هذا؟ إن ما فعلته أمر طبيعي.
وأخرج الباشا من حافظته بطاقة، وكتب فيها توصيته وأعطاها لشهاب وهو يسأله: متى تستطيع أن تسافر؟
قال شهاب: بكرة إن شاء الله من الفجر.
وراح الفتى وأبوه يدعوان للباشا بطول العمر وبكل سعادة وهناء.
الفصل الرابع
وفي الصباح الباكر سافر شهاب متولي وهدان إلى مكتب وزير الزراعة، ولقيه السكرتير الخاص فتحي مبروك وسأله عما يريد فقال: أنا آت من قبل فؤاد باشا الجويني، وقد كلم معالي الوزير أمس تليفونيا، وهذه بطاقة من الباشا لمعالي الوزير. - انتظر قليلا.
صفحه نامشخص