وقوم آخرون قنعوا بزي المتفقهين، والصياح الجاري بين المتناظرين، وقالو: علام نتعب أنفسنا، وريع المدارس حاصل لنا.
وما أظرف ما قال فيهم بعض الظرفاء، من المتأخرين الفضلاء:
يا طالب العلم من كتاب. . . ومن حديث طلاب مسلم
بدون هذا ترى فقيها. . . فوسع الثوب ثم عمم
والبس من الشرب طيلسانا. . . واعقده في المنكبين واختم
واقعد مع القوم في جدال. . . لا بالبخاري ولا بمسلم
إلا صياحا ونفض كم. . . وقول لا لا وعقد لم لم
فما أرى عندهم علوما. . . أكثر من لم ولا أسلم
وفي "مسند البزاز" وغيره عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله ﷺ: «تفترق أمتي على بضع وسبعين شعبة، فرقة أعظمها فتنة على أمي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال».