خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
(وصل يَا رب على من ترى ... أنواره جَهرا من الأبرق)
وَخبر القشلق مستفيض مَشْهُور وَكَذَا هَذِه القصيدة مَشْهُورَة عود إِلَى تَتِمَّة التَّرْجَمَة وعزل صَاحب التَّرْجَمَة عَن قَضَاء دمشق وَبعد مُدَّة طَوِيلَة ولي قَضَاء مصر وَبهَا توفّي وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بالقرافة الْكُبْرَى
الشَّيْخ أَحْمد بن عِيسَى بن علاب بن جميل المنعوت شهَاب الدّين الْكَلْبِيّ الْمَالِكِي شيخ الْمحيا النَّبَوِيّ بالجامع الْأَزْهَر الإِمَام الْعَلامَة خَاتِمَة الْفُقَهَاء والمحدثين ومربي المريدين وقطب العارفين وَهُوَ منفلوطي المولد ولد بهَا وَنَشَأ ثمَّ تحول مَعَ أَبِيه إِلَى مصر فحفظ الْقُرْآن وعدة متون وَأخذ عَن وَالِده ولازم الْعلمَاء الْأَعْيَان كَالْقَاضِي عَليّ بن أبي بكر الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي وَالشَّمْس مُحَمَّد الرَّمْلِيّ وَغَيرهمَا وتفقه على مَذْهَب الإِمَام مَالك بِالْإِمَامِ البنوفري وَلَزِمَه وانتفع بِهِ وَأذن لَهُ بِالْجُلُوسِ فِي مَحَله بالجامع الْأَزْهَر وَصَارَ يلقِي دروسًا مفيدة وَأخذ الحَدِيث عَن جمَاعَة مِنْهُم النَّجْم الغيطي وَالشَّمْس العلقمي والشريف الرميوني وَأخذ التَّفْسِير عَن تَاج العارفين مُحَمَّد الْبكْرِيّ والتصوف عَنهُ وَعَن الْعَارِف بِاللَّه عبد الْوَهَّاب الشعراوي وجد واجتهد حَتَّى علت دَرَجَته وسمت رتبته وَعنهُ أَخذ جمع مِنْهُم الشَّمْس البابلي وَغَيره وَجلسَ بالمحيا الشريف بعد وَالِده ووالده جلس بعد الشَّيْخ مُحَمَّد البُلْقِينِيّ وَهُوَ جلس بعد الشَّيْخ صَالح وَهُوَ جلس بعد الشَّيْخ نور الدّين الشوني المدفون براوية الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الشعراوي عَن إِذن من النَّبِي
كَمَا هُوَ ثَابت مَشْهُور وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة صَاحب أَحْوَال باهرة وَحكى بعض العارفين الْأَوْلِيَاء أَنه رأى النَّبِي
فِي درسه وَمن محاسنه أَنه كَانَ محافظًا على التَّصَدُّق سرا بِحَيْثُ لَا تعلم شِمَاله مَا أنفقت يَمِينه وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع وَعشْرين وَألف بِمصْر وَدفن بالقرافة الْكُبْرَى رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن عِيسَى المرشدي الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ أحد فضلاء مَكَّة وأدبائها الْمُسلم لَهُم مَا يَقُولُونَ من غير نَكِير وَكَانَ مَعَ أدبه الباهر فَقِيها متضلعًا ولي الْقَضَاء نِيَابَة بِمَكَّة وَرَأَيْت أخباره مستقصاة فِي مجاميع عديدة ومنشآته وأشعاره كَثِيرَة رائقة وَذكره السَّيِّد عَليّ بن مَعْصُوم فِي السلافة وَقَالَ فِي تَرْجَمته شهَاب الْفضل الثاقب الشهير المآثر والمناقب سَطَعَ فِي سَمَاء الْأَدَب نوره وتفتق فِي رياضه زهره ونوره وامتد فِي البلاغة بَاعه فشق على من رام أَن يشق غباره اتِّبَاعه لَا تلين قناة فَضله
1 / 266