263

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

(رامى البلا مدّ على أَهلهَا ... قوسًا لَهُ قَالَ القضا فَوقِي)
(حَتَّى يُنَادي النَّاس مِمَّا دهى ... يَا ليتنا من قبل لم نخلق)
(قد مسنا الضّر وَعم الْأَذَى ... وَمَا لنا من منجد مُشفق)
(من مبلغ سلطاننا أننا ... من جنده فِي حرج ضيق)
(وَيَا مُرَاد الله فِي خلقه ... من السلاطين غَدا نَلْتَقِي)
(فِي موقف يحكم رب الورى ... فِيهِ وَلَا ملْجأ مِنْهُ بَقِي)
(أدْرك رعاياك فقد أَصْبحُوا ... على شفا من كل بَاغ شقي)
(كَانَت دمشق الشَّام محسودة ... لكَونهَا بِالْعينِ لم تطرق)
(آمِنَة من كل مَا يختشى ... مأمنة للخائف المشفق)
(مائسة تزهو بسكانها ... مائدة للبائس المملق)
(لَا يعرف الدخل لَهَا مدخلًا ... وَلَا إِلَى عليائها يرتقي)
(وَهِي على مَا تمّ من نعْمَة ... تتيه بالْحسنِ وبالرونق)
(واهلها فِي سفه كلهم ... الْفَاجِر الفاتك والمتقي)
(يَغْبِطهُمْ فِي ذَاك أهل الدنا ... من مغرب الشَّمْس إِلَى الْمشرق)
(فَجَاءَهَا ويلاه فِي غَفلَة ... أَمر إِلَيْهَا قطّ لم يسْبق)
(أَمر مرادي لَهُ سطوة ... أخرست المنطيق والمنطق)
(قوم من الأتراك عاثوا بهَا ... عَليّ خُيُول ضمر سبق)
(من جِهَة الْمشرق قد أَقبلُوا ... وَالشَّر قد يَأْتِي من الْمشرق)
(فِي رقْعَة الشَّام عدت خيلهم ... وذلت الأرخاخ للبيدق)
(أوّاه من خمدة نيرانها ... يَا نَار كَيفَ الْيَوْم لم تحرق)
(أَيْن الْعتاق الجرد مَا بالها ... من أهم عَال وَمن أبلق)
(مَا للمواضي سكنت غلفها ... كَأَنَّهَا بالْأَمْس لم تبرق)
(مَا للعوالي نكست للثرى ... رؤوسها كالخائف المطرق)
(وَأَيْنَ فرسانك يَا شامنا ... هَل دخلُوا فِي نفق مغلق)
(عهدي بهم كَانُوا لُيُوث الوغى ... لم يعبأوا بالفيلق المطبق)
(عهدي بهم كَانُوا غيوث الندى ... إِذا ظمئنا مِنْهُم نستقي)
(عهدي بهم كَانُوا حماة الْحمى ... من الثنيات إِلَى المفرق)

1 / 264