158

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

الْجمال فِي تَارِيخه الْمُسَمّى نفائس الدُّرَر فِي أَشْرَاف الْقرن الْحَادِي عشر وَقَالَ فِي تَرْجَمته ولد بِمَدِينَة تريم وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَصَحب من أكَابِر عصره كثيرين وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام أَحْمد بن علوي باجحدر وَالشَّيْخ شهَاب الدّين بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن السقاف وَأدْركَ الْمُحدث الْكَبِير مُحَمَّد بن عَليّ خرد صَاحب الْغرَر وأخاه القَاضِي أَحْمد شرِيف وَحج وَأخذ بالحرمين عَن جمَاعَة وَلبس خرقَة التصوف من وَالِده وَغَيره وَكَانَ كثير السُّؤَال عَمَّا يَقع لَهُ من أُمُور الدّين من الأشكال وافر التَّحَرِّي فِي أُمُور الْعِبَادَة كثير المداومة على عمل الْبر والاوراد والأذكار وَكَثْرَة الْقيام والتلاوة وَأخذ عَنهُ جمع كَثِيرُونَ مِنْهُم ابْنه أَبُو بكر وَالشَّيْخ عبد الله بن سهل بَافضل وَآخَرُونَ وَكَانَ عَالما بالفقه وأصوله لَكِن غلب عَلَيْهِ علم التصوف والاشتغال بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله
وَكَانَ كثير الْخَوْف والبكاء وأثنت عَلَيْهِ مشايخه وأكابر عصره وَكَانَ زاهدًا فِي الدُّنْيَا قانعًا مِنْهَا بالكفاف وَظَهَرت مِنْهُ كرامات مِنْهَا أَن السَّيِّد الْجَلِيل عمر بن أَحْمد مقرّ لما حفر بئره الْمَشْهُور تَحت تريم اعترضت دون المَاء صَخْرَة عَظِيمَة فتعب لذَلِك فَلَمَّا علم صَاحب التَّرْجَمَة بِأَنَّهُ قصد بهَا وَجه الله وَأَن فِيهَا نفعا للْمُسلمين كتب فِي حِجَارَة صَغِيرَة وَرمى بهَا على تِلْكَ الصَّخْرَة الْكَبِيرَة فانهارت كالتراب ونبع المَاء وَمِنْهَا أَنه لما سَافر إِلَى الْحَج فِي طَرِيق الشط حصل للركب الَّذِي هُوَ فِيهِ عَطش شَدِيد وَمحل المَاء بعيد عَنْهُم فَأخذ قربَة وتوارى فِي جبل صَغِير وَرجع والقربة مَمْلُوءَة مَاء فراتًا وَكَانَ يُقَال أَنه يعلم الِاسْم الْأَعْظَم وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة أَربع بعد الْألف وَدفن بمقبرة زنبل بِقرب قبر وَالِده وجده رَحِمهم الله تَعَالَى
أَحْمد بن أبي بكر النَّسَفِيّ الخزرجي الْمَالِكِي الشهير بقعود الإِمَام البارع الْكَبِير الماهر فِي كثير أَنا الْفُنُون كَانَ أحد الْعلمَاء الْمَشَاهِير بِمصْر حسن النّظم والنثر أَخذ عَن النَّجْم الغيطي والناصر اللَّقَّانِيّ وَمن فِي طبقتهما وَألف مؤلفات كَثِيرَة نظمًا ونثرًا مِنْهَا منظومة فِي النَّحْو ومنظومة فِي الزخافات والعلل العروضية وَتَذْكِرَة جمع فِيهَا من لقِيه من الشُّيُوخ وَمن عاصره وَكَثِيرًا من نظمه البديع وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْعلمَاء وانتفعوا بِهِ مِنْهُم وَلَده أَبُو بكر والشهاب أَحْمد الخفاجي وَذكره فِي كِتَابه فَقَالَ فِي وَصفه بليغ سحب ذيل بلاغته على سحبان وَروض أدب فِي كل ورقة خطها بُسْتَان أَلْفَاظه أرق من دمع السَّحَاب وأطرب من كأس

1 / 159