خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

Hasan Ismail Abdel Razeq d. 1429 AH
68

خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

خصائص النظم في «خصائص العربية» لابن جني

ناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

محل انتشار

مصر

ژانرها

بصاحبه إلى غاية بعيدة مترامية، كالذي في قوله تعالى: "تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًا؛ أن دعوا للرحمن ولدًا" (١). وقد يكون في خفة النطق بلفظة (كسبت) وشدته بلفظة (اكتسبت) ما يشير إلى سهولة طرق الخير، ويسر العمل بها، ووعورة طرق الشر" وشدة العمل بها، لما يرتكب فيها صاحبها من أخطاء، ويقترف من أخطار، ويتحمل من آثام. وكذلك توحي خفة النطق (بالحسنة) إلى سهولة عملها، ويسره، كما توحي شدة النطق (بالسيئة) إلى شدة المعاناة في اقترافها. وأما ما مثل به ابن جنى لقوة اللفظ لقوة المعنى فهو بيت الكتاب: إنا اقتسمنا خطتينا ... فحمل برة، واحتملت فجار حيث عبر عن البر بالحمل، وعن الفجرة بالاحتمال، ثم قال: وهذا هو ما قلناه في قوله ﷿: "لها ما كسبت، وعليها ما اكتسبت"، لا فرق بينهما. وأما ما جاء من تكثير اللفظ لتكثير المعنى: فقولهم: رجل جميل، ووضئ، فإذا أرادوا المبالغة في ذلك قالوا: وضاء، وجمال، فزادوا في اللفظ هذه الزيادة، لزيادة معناه، قال الشاعر: والمرء يلحقه بفتيان الندى ... خلق الكريم، وليس بالوضاء

(١) مريم ٩٠، ٩١

1 / 69