خزانة تواریخ نجدیه

عبدالله آل بسام d. 1423 AH
100

وثلاثة عشر ألف دار ، حاشا دور الوزراء والكتاب ، وأكابر الناس ، وهذا العدد أيام المتونة والموحدين.

وقال في كتاب «مجموع المعرف» : كان جميع ما في الجامع من الأعمدة ألف عمود ، ومئتي عمود ، وثلاثة وتسعين رخما كلها وباب مقصورته ذهب ، وكذلك جدار المحراب.

ولم يزل الأمويون يتداولون الخلافة إلى أن كثر الاختلاف ، واشتدت الفتن ، وتغلب الوزراء ، ورؤساء الرعايا ، فكان آخرهم محمد بن هشام بن محمد ، ثم خلعه الجند وفر إلى داره فهلك بها سنة 280 ه ، وانقطعت الدولة الأموية من أرض الأندلس أو المغرب. انتهى ما لخصنا من «نفحة الطيب» ، وغيره.

وإنما ذكرنا هذه النبذة من أحوال بني أمية لما فيها من المواعظ والاعتبار ، والنظر إلى تصاريف الأقدار ، والتنبيه للإنسان بعدم الاغترار ، بما ملك في هذه الدار.

فإن خلافة بني أمية الأولى بلغوا فيها الغاية من الملك ، والرياسة ، والتنعم ، والسرور ، ثم نكبوا نكبة استأصلتهم ، ثم نجم هذا الفريد الوحيد فساعده القدر وأقام هذه الدولة العظيمة بالمغرب ، وتداولها بنوه وجرى لهم في أيامهم ما ذكرنا من التنعم واللذات والسرور ، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والخيل المسومة ، والأنعام والحرث ، ثم زالت تلك الدولة ، كأن لم تكن وخربت تلك المدائن والقصور كأن لم تسكن.

وبعد هذا استولت عليهم ملوك الطوائف ، من البربر وغيرهم ، ثم

صفحه ۱۰۹