195

خزانة الأدب وغاية الأرب

خزانة الأدب وغاية الأرب

ویرایشگر

عصام شقيو

ناشر

دار ومكتبة الهلال-بيروت

شماره نسخه

الطبعة الأخيرة ٢٠٠٤م

محل انتشار

دار البحار-بيروت

ويطربني من مديحها قوله منها أيضًا:
كفتك المروءة ما تتقي ... وآمنك الود ما تحذر
وقال:
فلا تطمعن من حاسد في مودة ... وإن كنت تبديها له وتنيل١
يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقول
وقوله:
وما أخصك في برء بتهنئة ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
وقال:
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... تصيده الضرغام فيما تصيدا٢
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر يحفظ اليدا
وما أحلى ما قال بعده:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
ويعجبني منها في افتخاره:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعرًا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرًا ... وغنى به من لا يغني مغردا
ومن أمثالها:
فدع كل صوت بعدي صوتي فإنني ... أنا الصائح المحكي والآخر الصدى٣
وقيدت نفسي في ذراك محبة ... ومن وجد الإحسان قيد تقيدا
ولقد أجاد في مديحها بقوله:
إذا سأل الإنسان أيامه الغنى ... وكنت على بعد جعلتك موعدا
ومن الأمثال السائرة مطلع هذه القصيدة: لكل امرئ من دهره ما تعودا.
وقال من قصيدة:
وما التيه ظني فيهم غير أنني ... بغيض إلى الجاهل المتغافل٤

١ أنال: بذل وأعطي.
٢ الضرغام: الأسد الغضنفر، الباز: طائر معروف يستعمل في الصيد: الباشق.
٣ روي: أنا الصادح المحكي: والصادح هو البلبل المغرد، والمحكي: الذي قلد ويقلد. ويتشبه به.
والصدى: رجع الصوت.
٤ التيه: الضياع.

1 / 200