269

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب

ویرایشگر

عبد السلام محمد هارون

ناشر

مكتبة الخانجي

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

محل انتشار

القاهرة

قَالَ السمين أنبأ ونبأ وَأخْبر وَخبر مَتى تَضَمَّنت معنى أعلم تعدت لثَلَاثَة مفاعيل وَهُوَ نِهَايَة التَّعَدِّي وَأما أعلمته بِكَذَا فلتضمنه معنى الْإِحَاطَة قيل ونبأته أبلغ من أنبأته وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى ﴿من أَنْبَأَك هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيم الْخَبِير﴾ وَلم يقل أنبأني لِأَنَّهُ من قبل الله تَعَالَى
وَالْمَفْعُول الأول هُنَا ضمير الْمُتَكَلّم فِي نبئت وَالثَّانِي أخوالي وَالثَّالِث جملَة لَهُم فديد وأصل المفعولين الْأَخيرينِ الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر والفديد الصَّوْت وَهُوَ مصدر فد يفد بِالْكَسْرِ أَي أَن أَصْوَاتهم تعلو علينا وَلَا يوقروننا فِي الْخطاب وَرجل فداد بِالتَّشْدِيدِ شَدِيد الصَّوْت وَفِي الحَدِيث إِن الْجفَاء وَالْقَسْوَة فِي الْفَدادِين وهم الَّذين تعلو أَصْوَاتهم فِي حروثهم ومواشيهم وَبني يزِيد هم تجار كَانُوا بِمَكَّة حرسها الله تَعَالَى وإليهم تنْسب البرود اليزيدية كَمَا يَأْتِي آنِفا نعت لأخوالي أَو بَيَان لَهُ أَو بدل مِنْهُ وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح لَا يحسن أَن يكون بَدَلا لِأَن الْبَدَل هُوَ الْمَقْصُود بِالذكر وَلَو جعلته بَدَلا لاحتاج إِلَى مَوْصُوف مُقَدّر وهم الأخوال أَو مَا يقوم مقامهم وَلَا حَاجَة إِلَى هَذَا التَّقْدِير مَعَ الِاسْتِغْنَاء عَنهُ فَيتَعَيَّن أَن يكون صفة وَقد يجوز الْبَدَل على قبحة انْتهى وَفِيه نظر فَإِنَّهُ على تَقْدِير كَونه بَدَلا لَا يحْتَاج إِلَى مَوْصُوف مُقَدّر فَإِنَّهُ مَذْكُور وَهُوَ أخوالي وَلَيْسَ معنى الْإِبْدَال أَن يكون الْمُبدل مِنْهُ لَغوا سَاقِطا عَن الِاعْتِبَار كَيفَ وَقد يعود الضَّمِير عَلَيْهِ فِي نَحْو قطع زيد إصبعه فَلَو كَانَ فِي حكم السَّاقِط بِالْكُلِّيَّةِ لجهل مرجع الضَّمِير وَلم يقل أحد إِنَّه رَاجع إِلَى زيد مُقَدّر مَعَ وجوده وَإِنَّمَا الْمَقْصُود بِالذكر فِي بدل الْكل الْمُبدل مِنْهُ وَالْبدل جَمِيعًا كَمَا حَقَّقَهُ الشَّارِح الْمُحَقق وَيُؤَيِّدهُ أَنهم جعلُوا الْجِنّ بَدَلا

1 / 271