سكان الشام
الأمو واللودانو:
من الصعب الحكم على أصول السكان في الشام قبل أن يُعرف التاريخ، وتعيين أول من نزلها في القبائل قبل أن تبنى المدن والحواضر وتعرف المزارع والدساكر. وأقدم ما عرف منها قبائل كانت تعرف بالامو ورد ذكرها في الآثار المصرية ومعناها الشعب باللغة السامية اختلطت على ما يظهر بذرية لاوذ، أو بغيرها من القبائل التي كانت تسكن شمالي الشام، وسمي هذا القبيل بالروتانو أو اللودانو، ويقسمون إلى روتان المغرب ويراد بهم سكان دمشق وأرض كنعان، وإلى روتان المشرق أو الأعلى وهؤلاء كانوا ينزلون في شمالي الشام وجزء من غربي ما بين النهرين ولعل ذلك كان قبل الطوفان، طوفان نوح أو بعده بقليل. وقد حدث الطوفان قبل المسيح بنحو ألفين وخمسمائة سنة، ولم يعم الكرة الأرضية ولا برا من بُرورها المعروفة، بل انحصر في بقعة صغيرة من آسيا على الأرجح أي إنه كان في الجزيرة على ما ذكره أهل الإدراك من المفسرين.
وظهرت بعد الطوفان أمم كثيرة سكنت الشام، بعضها من أصل سامي وبعضها لم يعرف عنه شيء، ومنها ما عرف أنه أتى من الأصقاع المجاورة ومنها من لم يثبت أصله. فقد ظهر بعد الطوفان الآراميون في دمشق والجيدور والجولان والبقاع وحمص ولبنان، وآرام هو الاسم الذي أطلقته
1 / 17