خاطرات الاغا
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
ژانرها
وقال جانون: إذا شئت أيتها الأم أن يجري في السباق لأجلك، فلا بد أن تشتركي في المسابقة بأن تضعي في كيس عند العمدة قطعة فضية من النقود قيمتها نصف فرنك.
فأجابت الأم ترانشيه: بكل ارتياح يا أولادي، ها هي قطعتي. وحلت عقدة في طرف منديلها، ثم قالت: ولكن هل يطلب مني غيرها، لأنه ليس معي كثير من نوعها؟
فقال جانو: أنت إذا ربحت الجائزة فلن يضيع عليك ما دفعته، لأن كل سكان القرية اشتركوا في السباق، ووضعوا في هذا الكيس أكثر من مائة فرنك.
واقتربت أنا من الأم ترانشيه، ثم درت دورة، وقفزت قفزة، ورفست برجلي في الهواء رفسة قوية، أثرت في الأطفال وجعلتهم يظنون ويخشون أنني سأكون السابق.
فقال جانون لأندريه بصوت خافت: إنك أخطأت إذ جعلت الأم ترانشيه تضع قطعتها في الكيس، فذلك أعطاها حقا في دخول كديشون في المسابقة، وأنا أكاد أراه فائزا بالجائزة، وأتوهمه قد حرمنا جميعا الفوز بالساعة وكيس النقود.
فأجاب جانو: إنك أبله، كأنك لا ترى وجهه، أنا أظن هذا المسكين كديشون سيكون سببا لضحكنا لأنه لا يستطيع أن يذهب بعيدا.
فقال أندريه: أنا لا أدري، ولكن أفضل أن أقدم له شيئا من الشعير لكي يأكله ويذهب فنستريح منه.
فأجاب جانو: والنصف فرنك الذي دفعته الأم ترانشيه؟
فقال أندريه: إذا ذهب الحمار نرد لها ما دفعته.
وقال جانو: ومع ذلك فإن الحمار ليس ملكا لها، ولا لي ولا لك، فاذهب فأعطه وجبة من الشعير ودعه يذهب، وحاذر أن تراك الأم ترانشيه.
صفحه نامشخص