140

طويل اغتسل لها مستقلا غسلا واحدا ولكل نافلة وضوء وفي غير الرواتب يجمع بين كل نافلتين بغسل ولا يبعد الاكتفاء في الورد بالغسل الواحد ولكل واحدة وضوء كل ذلك مع الاتيان بالاعمال الباقية لكل نافلة وحكم الكثيرة بالنسبة إلى الكثيرة تتبع صفتها حيثما ظهرت أو تبدلت إلى غيرها وعادت المبحث الثالث في حكم الاستحاضة المتوسطة وقد مر بيان معناها وهذه تعمل عمل الكثيرة بالنسبة إلى أول صلاة تعملها أو أول فعل يتوقف على الطهارة باخراج القطنة النجسة إن كانت ثم غسل الفرج ثم وضع القطنة الطاهرة ثم الوضوء ثم الغسل ثم الصلاة متعاقبة ثم إذا استمر الدم تجتزي فيما بعد تلك الصلاة من فرائض ونوافل بالوضوء وما تقدمه من الأعمال مساوية للكثيرة في الصلاة الأولى مفارقة لها في لزوم غسلين آخرين أحدهما قبل صلاة الظهر والاخر قبل صلاة المغرب ويساويها في باقي الأعمال ومع الانقطاع وتبدل الحال تتغير الأعمال وقد مر التفصيل فحسن الاكتفاء هنا بالاجمال المبحث الرابع في حكم الاستحاضة القليلة وقد مر بيان معناها وحكمها ان لا غسل فيها أصلا انما اللازم فيها لكل فريضة أو نافلة اخراج القطنة النجسة إن كانت وغسل الفرج ووضع الطاهرة مكانها والوضوء والصلاة متعاقبة غير مفصولة بفصل طويل وهي الأصل في باب الاستحاضة فلو شك في نوعها عمل عليها كما أن الوسطى أصلا للكثيرة والأحوط الاخذ باليقين ويتبع هذا الحكم صفة القلة حيث كانت ان عمت وان خصت فالظاهر أن هذه لا دخل لأعمالها في صحة الصوم وبطلانه وانما هي حدث أصغر كالبول ونحوه والأحوط المحافظة على الأعمال من جهة الصوم ويجب الاتيان بأعمالها لكل واجب يتوقف على الطهارة الصغرى ويشترط فيما هو شرط من غير الواجب أيضا وتفصيل الحال قد مر في بيان احكام الوضوء فراجعه والله ولي التوفيق القسم الثالث غسل الأموات ويلزم فيه البحث عن احكام الأموات وفيه مباحث الأول في المقدمات ويستدعى بيان أمور مطلوبة وافعال مندوبة منها الشكر على العافية وطلبها ومعرفة قدرها فعن النبي صلى الله عليه وآله ان خير ما يسئل الله العبد العافية وعنه العافية إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت وعن الصادق (ع) خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل عيشه في نكد ناقص العقل مشغول القلب صحة البدن والامن والسعة في الرزق والأنيس الموافق وهو الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح وتجمع هذه الخصال الدعة وفسرت بالسكون و الراحة ومنها الشكر على المرض ومعرفة فوائده فعنهم (ع) الحمى طهور من رب غفور وان المرض ينقي المسلمين من الذنوب كما يذهب الكر خبث الحديد وحمى ليلة كفارة سنة وان حمى ليلة كفارة لما قبلها وما بعدها وان صداع ليلة يحط كل خطيئة الا الكبائر وان المرض لا يدع على العبد ذنبا الا حطه وان الله تعالى إذا الطف بالعبد اتحفه بواحدة من ثلث إما صداع واما حمى واما رمد وانه لا يكره الانسان أربعة لأنها لأربعة الزكام أمان من الجذام والدماميل أمان من البرص والرمد أمان من العمى والسعال أمان من الفالج وان من لقى الله مكفوف البصر محتسبا مواليا لآل محمد لقى الله ولا حساب عليه وانه لا يسلب الله من عبد بميته أو إحديهما ثم يسئله عن ذنب وان الخدشة والعشرة وانقطاع الشسع واختلاج الأعضاء وأشباهها يمحص بها ولى آل محمد صلى الله عليه وآله من الذنوب وان العبد إذا كثر ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله بالحزن بالدنيا ليكفرها به والا أسقم بدنه ليكفرها به (ظاهرا) والا شدد عليه عند موته ليكفرها به والا عذبه في قبره ليلقى الله وليس عليه ذنب وان زكاة الأبدان المرض وانه لا خير في بدن لا يمرض وان الله اوحى إلى داود على نبينا وعليه السلام اني ربما أمرضت العبد فقبلت صلاته وخدمته ولصوته إذا دعاني في كربته أحب من صلاة المصلين إلى غير ذلك ومنها حسن الظن بالله فعن النبي صلى الله عليه وآله ان حسن الظن بالله ثمن الجنة وعن الصادق (ع) انه دخل على مريض فأمره بحسن الظن بالله ومنها الاستعداد للموت في صحته ومرضه فقد روى عنهم (ع) أكثروا من ذكر هادم اللذات وان من عد غدا من اجله فقد أساء صحبة الموت وان الناس مأمورون باغتنام خمس قبل خمس الشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم والغنى قبل الفقر والفراغ قبل الشغل والحياة قبل الموت وانه ينبغي للناس ان يموتوا (قبل ان يموتوا) وهذه العبارة من جوامع الكلم وكلما لاحظت شيئا من المحاسن وجدته مشمولا لها ويدخل تحت الاستعداد أمور أولها ان يجعل المعاد وما فيه من الملاذ والآلام نصب عينيه ليحتقر ملاذ الدنيا وآلامها فذكر الحور يزهد في النساء والولدان يزهد في الغلمان والقصور تزهد في هذه الدور وهكذا كما أن ذكر الحساب والعذاب يزهد في مصائب الدنيا ثانيها ان يحاسب نفسه في كل ساعة لأنه لا يرجو البقاء إلى الساعة الثانية فيشتغل في قضاء ما عليه من الواجبات الإلهية أو الحقوق التي للمخلوق فيرد المظالم إلى أهلها ويفي ديونه ويصلح شؤونه عمل من يستعد للرحيل إلى لقاء الملك الجليل ثالثها ان يكون عمله عمل مودع فيرى صلاته التي هو فيها وصيامه الذي هو فيه اخر صلاة وصيام وزياراته لسادات زمانه أو لاخوانه ووداعهم اخر زيارة ووداع فقد نقل ان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا إذا التقوا بنوا على أنه اخر لقاء رابعها (ان يحكم) وصيته في صحته فضلا عن مرضه وينصب وصي على الأطفال وناظر كذلك مع الاحتياج إليه إن كان أبا لهم أو جدا للأب من طرف الأب و ان يوصى كل من له تركه أوله من يؤدى عنه حال الصحة فضلا عن المرض كائنا من كان بما عليه من واجبات مالية من ديون و

صفحه ۱۴۱