يتبعن سامية العينين تحسبها ... مسعورة أو ترى ما لا ترى الإبل١
"الخامس" "ل وق " جاء في الحديث٢: "لا آكل من الطعام إلا ما لوّق لي "، أي ما خُدِم وأعملت اليد في تحريكه وتلبِيقه٣، حتى يطمئن وتتضامّ جهاته. ومنه اللوقة للزُبْدة وذلك لخفتها وإسراع حركتها وأنها ليست لها مسكة الجبن وثقل المصل ونحوهما. وتوهم قوم أن الألوقة -لما كانت هي اللوقة في المعنى، وتقاربت حروفهما- من لفظها٤ وذلك باطل؛ لأنه لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها إذ كانت الزيادة في أولها من زيادة الفعل والمثال مثاله فكان يجب على هذا أن تكون ألوقة كما قالوا في٥ أثوب وأسوق وأعين وأنيب بالصحة ليفرق بذلك بين الاسم والفعل وهذا واضح. وإنما الألوقة فعولة من تألق البرق إذا لمع وبرق واضطرب وذلك لبريق الزبدة واضطرابها.
"السادس" "ل ق و" منه اللقوة للعقاب قيل لها ذلك لخفتها وسرعة طيرانها قال٦:
كأني بفتخاء الجناحين لقوة ... دفوف من العقبان طأطأت شملال٧
_________
١ "مسعورة" روي مجنونة، وسامية العينين: رافعتهما، أو ترى ما لا ترى الإبل فهي تفزع منه لنشاطها. يصف ناقة يتبعها الإبل في السير، وهو في لاميته:
#إنا محبوك فأسلم أيها الطلل#
٢ يريد حديث عبادة بن الصامت ﵁. وقد خرج هذا الحديث أبو عيد. وانظر البلوى ٧٧/ ٢.
٣ يقال: لبق الزبد إذا خلطه بالسمن ولينه.
٤ هذا خير "أن الألوقة"، والضمير في "لفظها" بعود إلى "اللوقة".
٥ يريد: في باب أثوب وما بعده. ولو حذفت "في" لكان أعذب في الأسلوب.
٦ هو امرؤ القيس بصف فوسا. انظر اللسان في "دف".
٧ يروي صيود، وفتخاء الجناحين لينتهما، ودفوف أي تدنو من الأرض في طيرانها، وشملال: خفيفة. وهذا في وصف فرس من قصيدته التي مطلعها:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي
1 / 11