خصائص سید عالمین

جمال الدين السرمري d. 776 AH
80

خصائص سید عالمین

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

پژوهشگر

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

ناشر

(بدون)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

ﷺ من أولياء الله الصّالحين مَن سُئل عن قدر الزكاة ماهو فقال للسائل: عندنا أو عندكم، وكان السائل فقيهًا، فقال السائل: وهل عندكم غير ماعندنا، قال: نعم، أنتم عندكم في كلّ مائتي درهم خمسة دراهم حقّ الله، ونحن عندنا أنّ الكلّ حقّ الله (١) و[ق ١٤/و] لهذا قال النبي ﷺ: «ما يكن عندي من خير فلن ادّخره عنكم» (٢) وكان ﷺ لا (٣) يدّخر شيئًا لغد، وكان يعطي عطاء من لايخشى الفاقة. وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٥] فقد تقدم شرف النبي ﷺ في هذا المقام، وأنه كان أملك الخلق لإربه، وفي أمّته عجائب في حفظ الفروج ومجانبة الزّنا كما يروى عن مَن حُصِر في بيت وأُغلق عليه ودُعي إلى الفاحشة فمنهم من ألقى نفسه من أعالي البيت فسَلِم، ومنهم من دخل الخلاء وتلطَّخ بالعَذرة وخرج في زيّ مجنون، وأمثال هذه الأمور كما سيأتي في قصّة يوسف ﵊، كل ذلك حفظًا للفروج وخوفًا من الله تعالى عن تعدِّي حدوده (٤) واللائمة يوم القيامة، وتقدّم الكلام في مراعاة العهود والوفاء بها والمحافظة على القيام بها. وأما المحافظة على الصلوات فكان النبي ﷺ وأصحابه ﵃ من المحافظة عليها في أوقاتها من الغاية، حتى إن رسول الله ﷺ أبطأ ليلة فلم يخرج إليهم حتى ذهب ما شاء الله من الليل فقالوا: أبطأت عنّا يا رسول الله، فقال: «أبشروا فإنه ليس أحد ينتظر الصلاة غيركم» (٥) ولم يكن يومئذ يُصلَّى بغير المدينة، ولهم اختصاص الانتظار للصلاة

(١) نسبها بعضهم إلى أن السائل: هو الإمام أحمد بن حنبل، والمسؤول: هو بشر الحافي؛ وعلق الشيخ عبدالرحمن الوكيل على القصة بقوله: "تبرق عيون الصوفية بالسرور السكران -أي من جواب بشر الحافي-، وتميد أعطافهم من نشوة الخمر الصوفي! !، هؤلاء ينسون الإثم الكبير في قول الصوفي الحافي: "عندنا أم عندكم" فإنه نزغة من الأسطورة الصوفية التي تزعم: أن الدين شريعة وحقيقة". هذه هي الصوفية ص ١٥٣، لعبدالرحمن الوكيل، الطبعة الرابعة ١٩٨٤ م، دار الكتب العلمية، بيروت. (٢) تقدم تخريجه، انظر: ص ٣٤٦. (٣) في نسخة بهامش ب "لم". (٤) في ب "حدود الله". (٥) أخرجه البخاري (١/ ١١٨)، كتاب مواقيت الصلاة، باب النوم قبل العشاء لمن غلب، ح ٥٧٠؛ وأخرجه مسلم (١/ ٤٤٢)، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت العشاء وتأخيرها، ح ٦٣٩، من طريق عبدالله بن عمر ﵁، بلفظ: "أن رسول الله ﷺ شُغل عنها ليلةً، فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبي ﷺ، ثم قال: «ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم».

1 / 364