وقال عليه السلام: من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع (1).
وقال عليه السلام: عليكم بالصبر فيه يأخذ الحازم، وإليه يرجع الجازع 2.
وقال عليه السلام: في شأن الخلافة، واعجبا أتكون الخلافة بالصحابة، و لا تكون بالصحابة والقرابة. ويروى والقرابة والنص. ويروى له عليه السلام شعر في هذا المعنى وهو:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب (3) ولقد أوضح عليه السلام بهذا القول نهج المحجة، وأخذ على خصومه بمضائق الحجة.
سئل أبو جعفر الخواص الكوفي (وكان هذا رجلا من الصالحين ويجمع مع ذلك التقدم في العلم بمتشابه القرآن وغوامض ما فيه وسائر معانيه) عما جاء في الخبر أنه من أحسن عبادة الله في شيبته.. ألقى الله الحكمة عند سنه.
فقال: كذا قال الله عز وجل: (فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما و علما) (4) ثم قال تعالى: (وكذلك نجزي المحسنين) (5) وعدا عليه حقا. ألا ترى أن عليا أمير المؤمنين عليه السلام، آمن صغيرا فلم يلبث أن صار ناطقا حكيما فقال عليه السلام: رحم الله أمرا سمع حكما فوعى، وأخذ بحجزة هاد فنجى، قدم خالصا وعمل صالحا، واكتسب مذخورا، واجتنب محذورا، رمى غرضا، وأحرز عوضا، خاف ذنبه وراقب ربه، وجعل الصبر مطية نجاته، والتقوى عدة وفاته اغتنم المهل، وبادر الأجل، واقطع الأمل، وتزود من العمل.
ثم قال أبو جعفر: فهل رأيت كلاما أوجزا ووعظا أبلغ من هذا؟ وكيف
صفحه ۱۱۱