لا تريد المرأة أن تشاركه فرحه، رأته مسرورا فصممت - كالعادة - على تكدير صفوه، وقد ترامى إليه نبأ عن حال المدير التي رئي بها، وهو يستقل سيارته، ولكن فاته أن يراه بنفسه، ولم يغب الرجل عن ذهنه طويلا، ووجد زميله يصخب بالحماس، ولما رآه أقبل عليه قائلا:
إذا زلزلت الأرض زلزالها . - ماذا تقول يا ابن والدي؟ - أقول:
إذا زلزلت الأرض زلزالها !
وأوشك أن يسأله عما أعطوه للفقراء مرددا كلام زوجه، ولكنه لم يجد من نفسه مشجعا، وسرعان ما انهلت من السماء قرارات التحسين. أجل يا ابن والدي، إننا نخلق من جديد.
وقال له الشيخ: أصغ إلي.
وأراد أن يصغي، ولكنه كان مكتظا بالمشاعر، فقال له الشيخ: احذر الشماتة.
فقال إنه لا يشمت بأحد، ولا عدو له في الحقيقة، ولكنه بدا رغم قوله كالثمل، فقال الشيخ: إنك تتقهقر في الطريق.
فأغمض عينيه ليحجب عن بصره الدنيا التي تثيره، فقال الشيخ: استغفر الله.
فقال متشكيا: لم أذنب يا مولاي، والمال والبنون؟
واعتدل استعدادا للاستماع، ولكن الشيخ قال: ما أبعدك عن مجلسي! •••
صفحه نامشخص