نبات ومقابل هذه الجهة الشمالية التي اشتد بها البرد بزيادة مفرطة ناحية الجنوب حيث مدار سهيل فيكون النهار حام ة اشهر بغير ليل وهي ملة الصيف عندهم فيحمي الهوا ويصير محرقة يهلك بشدة حره وافراط سخونته الحيوان, والنبات فلا يمكن سلوكه ولا ما ناحية الغرب فيمنع المحيط من السلوك فيه لتلاطم مواجه وشدة ظلماته.

واما ناحية الشرق فيمنع سلوكه الجبال الشامخة. وصار الناس باجمعهم قد انحصروا ][ في ربع واحد من الارض وهو الربع المسكون ولا علم لاحد منهم بالثلاثة ارباع الباقية واعلم ان الارض كلها بجميع ما عليها من الجبال وما فيها من البحار نسبتها الي الفلك كنسبة النقطة في الدائرة.

واعلم ان حدود الاقاليم السبعة عرفت بساعات النهار وذلك ان الشمس اذا حلت براس برج الحمل تساوي طول النهار والليل في جميع الاقاليم السبعة فاذا سارت في درجات برج الحمل وبرج الثور وبرج الجوزاء اختلفت ساعات نهار كل اقليم فاذا بلغت الشمس اخر برج الجوزاء واول برج السرطان بلغ النهار في وسط الاقليم الاول ثلاث عشرة ساعة سوا وصارت ساعات النهار في وسط الاقليم الثاني ثلاث عشرة ساعة ونصف ساعة وفي وسط الاقليم الثلاث اربع عشرة ساعة سوا وفي وسط الاقليم الرابع اربع عشر ساعة ونصف ساعة وفي وسط الاقليم الخامس خمس عشرة ساعة سوا وفي وسط الاقليم السادس خمس عشرة ساعة ونصف ساعة وفي وسط الاقليم السابع ست عشرة ساعة سوا وما زاد على ذلك الي عرض تسعين درجة يصير نهارا كله. فقد تبين لك ان طول البلد هو بعدها عن اقصي العمارة في الغرب. وان عرض البلد هو بعدها من خط الاستواء وان خط الاستواء هو الموضع الذي يتساوي فيه طول الليل وطول النهار ابدا مدي الازمان كلها وان كل بلد على هذا الخط لا عرض له وكل بلد في اقصي الغرب الا طول له وان اقصي الغرب الي اقصي الشرق مائة وثمانون درجة فكل بلد يكون طوله تسعين درجة فانه في وسط ما بين الشرق والغرب وكل بلد كان طوله اقل من تسعين درجة فانه اقرب الي الغرب وابعد من الشرق وكل بلد طوله اكثر من تسعين درجة فانه ابعد عن الغرب ة الي الشرق فاعل ان القدماء لما قسموا الارض بسبعة اقسام سموا كل قسم منها اقليم لكل اقليم كوكبة من الكواكب السبعة السيارة فزعموا ان اقليم الهند لزحل واقليم بابل ل واقليم الترك للمريخ, واقليم الروم للشمس واقليم مصر لعطارد واقليم الصين للقمر وزعم بعضهم ان الحمل. والمشتري لبابل والجدي وعطارد للهند والأسد والمريخ للترك والميزان والشمس للروم ت صارت القسمة على اثني عشر

صفحه ۱۳۰