وعدهم بها والنار التي يخوفهم اياها وامرهم ان يسموا الجنة على اسم جدهم ارم بن سام ابن نوح وقدم عليهم البعث بن وفاد بن حضرم بن همام بن عاد بن عوص بن ارم فاتوا هودا واخبروه انهم في شك من امره واقترحوا عليه ان يخرج لهم مدينة في الحفيف وهو واد يسيل طول الايام ومال بين جبال جرد سود ليسكنوها ويسموها باسم جدهم ارم بن سام وان يخرج لهم نارا ليتعظوا بها وفي ظنهم انه لا يقدر على ذلك فاجاب سؤالهم.

وأخذ عليهم عهد الله. وميثاقه ان اراهم ذلك الا يعضوا امره وانهم ان عضوه اهلكهم الله باية تكون عبرة لمن بعدهم فاتوه مواثيقهم على ذلك, ومضوا معه حثي وقفوا على نهر الحفيف فاخرج لهم ارم ذات العماد ا النار في وادي برهوت فما زادهم ذلك الا غيا وقالوا هذا سحر تعلمه هو من سحرة بابل الا ميسعان بن عفير فانه امن بهود ومضي الوفد عن هود سائرين الي قومهم فانزل الله تعالى عليهم نارا وربح صفرا احرقتهم ونجا ميسعان حتي اشرف على عاد ليال فنادي من اعلى شرف باعلى صوته يقول شعرا فيه بما كان من هود ومخالفة الوفد له. وهالكهم فاقيلوا اليه يسالونه عن الخبر وهو ويدعوهم الي الايمان بهود فابوا ذلك واقاموا حولين على عتوهم وكفرهم.

وقد دفع الله عنهم قطر السماء حتي هلكت ومواشيهم وتلاشت جناتهم فبعثوا الي هود يستغيئونه مما نزل بهم من القحط. وكان منهم على مسافة ثلاثة ايام فاخبرهم ان الله يرسل عليهم ثلاث سحابات فليختاروا منها واحدة فانشاء الله تعالى لهم سحابة صفرا وسحابة حمرا ولسحابة سودا فاقامت علهم ثلاثة ايام من جهة المغرب فاختاروا السحابة السودا فاخرج الله تعالى منها ريحا صرصرا نفحت عليهم من فج حتي اهلكت الزرع والشجر فخرج منهم ثلاثمائة رجل طوال الاجسام ليسدوا ذلك الفج وكانوا اذا وضعوا الصخر العظيم القاه الريح فقدموا الجلجلان.

وكان اطولهم واشدهم ليرد الريح عن البنيان ومعه هازل بن عتيان فسد الفج حتي تم البنا من اخر النهار فمصفت الريح فأخذت الرجلين, والقتهما وذلك يوم الاحد ث عصفت اول نهار الاثنين والقت البنا فخرج شداد بن الجماهر ومعه الامنع بن اصبع فبنوا تهارهم كله فهبت ريح اقتلعت راسيهما فقام في يوم الثلاثاء سنحير بن الهبقال وميدع بن مالك فحل بهما ما حل بمن تقدمهما فقام في يوم مسا يافث بن شرعب.

وسالف بن الهيلجان فالقت الريح راسيهما عن بدنيهما فقام في يوم الخميس رجلان فهلكا كذلك فقام في يوم الجمعة اخران فهلكا فقام اخران في يوم الجمعة فاصابهما ما اصاب

صفحه ۳۷۷