0 طبقات الصوفية و 9487_ هر 72 011 في تراجوالسادة الضوفيية الطبقاث الكبرى 1 شالى زيرنا لدين محمه عبد الزووفا لمناوى خقتق محمداديجالجادر الجزر اراول القسم الأول طار لادر
صفحه ۱
============================================================
صفحه ۲
============================================================
د الت حح الله التتن الت الحمذ لله الذي سقى أولياءه وأعاظم عباده من كأس وداده ما أذهلهم عن الشهاد والكرى، وشغلهم به عتا سواه، فهاموا لما استهاموا، وما كانت الأغيار عندهم إلأ حديثا يفترى، وأنالهم من عواطفه ومنحهم من مواهبه ما غيبهم عن الورى، وتوعد من ناوأهم وآذن من عاداهم بحرب من الله ورسوله (1)، فياله من وعيد ما أشده لمن عقل ودرى، والضلاة والسلام على سيد الأولياء، ومسود خلاصة الأصفياء الذي ارتقى به سبعا شدادا، وأباد من أضمر الباطل اعتقادا، وحمى أولياءه فما ضرهم من عاد إلى الباطل وكاد وعادى، سيدنا محمد وآله وصحبه الذين تسابقوا في حلبة الهدى جهادا، وجمعث جواهز حكمهم على جيد الزمان مثنى وثلاث وفرادى.
وبعد، فإن الله تعالى أوجب على المؤمنين محية الأولياء والعلماء الأمجاد، وذم من ينقص بعضهم لموالاة بعضهم جهلا لسوء الاعتقاد، كيف وهم أمناء الإيمان، وخكماء الأنام، وشموس الإسلام، عين أعيان خاصة الملك العلام ؟
أولئك القوم إن عذوا لمكرمة ومن سواهم فلغؤ غير معدود والفرق بين الورى جمعا وبينهم كالفرق ما بين مغدوم وموجود لكن عادم الشوق لا يصل إلى عيان الجمال، وفاقد الشم لا ينال عزف الوصال: (1) إشارة إلى حديث رسول الله عن ابي هريرة قال : قال رسول الله : "إن الله قال: من عادى لي وليأ فقد آذنته بالحرب. . ." اخرجه البخاري 340/11 (6502) في الرقاق، باب التواضع. قال ابن حجر في "فتح الباري" 341/11: المراد بولي الله العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته.
صفحه ۳
============================================================
من كم يبث والحث حشؤ فؤاده لم يذر كيف تفئث الأكباد وإني كنث قبل أن يكتب الشباب خط العذار، أردد ناظري في أخبار الأولياء الاخيار، وأتتبع مواقع إشارات حكم الضوفية الأبرار، وأترقب أحوالهم، وأسبر أقوالهم: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا(1) حتى حصلث من ذلك على فوائد عاليات، وحكم شامخات ساميات، فألهمت أن أقيد ما وقفت عليه في ورقات، وأن اجعله في ضمن التراجم، كما فعله بعض الأعاظم الاثبات، فأنزلث الضوفية في طبقات، وضربث لهم في هذا المجموع سرادقات، ورتبتهم على حروف المعجم عشر طبقات، كل مثة سنة طبقة، وجمعتهم كواكب؛ كلها معالم للهدى، ومصابيح للدجى، ورجوم للمسترقة، لكني لم أستوعت بل اقتصرت على جمع من الثساك المشتهرين بالزهد، المتحققين بالإرشاد والؤشد، ممن له كلام عال في الحقائق، وباشر الأحوال والطرائق، وظهرث عليه الكرامات والخوارق، وقاطع القواطع والعلاثق؛ فإن القصد بهذا التعليق الثفع بما لهم من الكلام في الحقائق، والجكم والأحكام وما سواه بالنسبة إليه تتمات، وإن كانت في نفسها من أنفس المهمات، فدونك مجموعا جموعا، اشتمل على حكم عالية المقدار، وإشارات بديعة رفيعة المنار، وحكايات ليس فيها شكايات، ونوادر في ضمنها زواجز، ومواعظ ثصمت اللافظ، ويتوب لها الفاجر، وفوائد يسوذ بها القرطاس، ويود لو زيد فيه سواد القلب والبصر، وتسود بها الأوراق فتصبخ أسود من الشمس والقمر وسميته "الكواكب الدرية في تراجم الشادة الصوفية" وأنا أفقر عباد الله وأحوجهم إلى الطافه الخفية، محمد المدعو عبد الرؤوف سليل العصابة المناوية، والله أسأل أن يجعلني من جملة أحبابه ولا يؤاخذني بالتقصير في خدمة جنابه، وقبل الشروع في المقصود لابد من مقدمة فأقول مستمذا من بحر جود واجب الوجود: (1) البيت لمجنون ليلى، الديوان صفحة 282، من قصيدة مطلعها: برغمي أطيل الصد عنها إذا نأت أحاذر أسماعا عليها وأعينا
صفحه ۴
============================================================
الكرامة ظهور أمر خارق للعادة على يد الولي مقرون بالطاعة والعرفان، بلا دعوى نبوة، وتكون للدلالة على صدقه وفضله، أو لقوة يقين صاحبها أو غيره، وهي جائزة وواقعة عند أهل الشنة ولو بقصد الولي على الأصح، وإن كان الغالب خلافه ومن جنس المعجزات على الصواب لشمول القدرة الإلهية، وذلك لأن وجود الممكنات مستند إلى قدرته تعالى الشاملة لكلها، فلا يمتنع شيء منها على قدرته، ولا يجب في أفعاله، ولا ريب أن الكرامة أمر ممكن إذ لا يلزم من فرض وقوعها محال لذاته، فهي جاثزة بل واقعة حسبما نطق به التصن القرآني والحديث النبوي.
أما القرآن: فكقصة أهل الكهف، حيث أقاموا فيه ثلاث مثة سنة وأزيد نياما أحياء بلا آفة ولا غذاه، وليسوا بانبياء بإجماع الفرق.
وقصة مريم حيث حملت بلا ذكر، ووجد الوزق عندها بلا سبب، وتساقط عليها الؤطب من شجرة يابسة بلا ثوجب.
وقصة آصف حيث أحضر عرش بلقيس من مسافة بعيدة في طرفة عين وجعل الأول: معجزة لزكريا أو إرهاصا لعيسى (1).
والثاني: معجزة لسليمان، ولا يقول به منصف، لأن المعجزة يجب قرنها بالتحدي، وظهورها للقوم وحصولها بحضرتهم وحضرة النبي ليمكن (1) الارهاص: الاثبات، ومقدمة الشيء الموذنة به، الدالة عليه، وإرهاصات النبوة: دلائلها التي تسبقها، وهي الأمور الخارقة تظهر للتبي قبل بعثته. المعجم المدرسي:
صفحه ۵
============================================================
الاستدلال، وليس شيء منها كذلك، كيف ولو كانث معجزة لزكريا لعلم كيفية حدونها، وهو منتفب لقوله تعالى: ( كلما دخل عليها زكرنيا الوغراب وجد هندها وزقا) [ال عمران: 37) ولأنها لو كانت إرهاصا لعيسى لما علمت مريم من أين حصل ذلك، على أن الحوادث إنما سيقت لتعظيم حال مريم ولا ذكر فيها لزكريا ولا عيسى وأما سليمان فلم تظهر على يده مقارنة لدعوى النبوة.
وأما الينة: فكحديث خريج الواهب الذي كلمه الطفل الرضيع حيث قال له: يا غلام، من أبوك ؟ ... إلخ كما في الصحيحين (1) .
وكحديث أصحاب الغار الذين انطبقث عليهم الضخرة كما فيهما أيضا(2).
وحديث البقرة التي حمل عليها صاحبها أو ركبها فالتفتث إليه وكلمته وقالت: إني لم أخلق لهذا. كما فيهما أيضا (3) فهذه نبذة من أدلة أهل الشنة .
وأما إنكار المعتزلة، والأستاذ أبي إسحاق (4)، والحليمي (5) منا للكرامة محتيين بآمور: (1) اخرجه البخاري 476/6 (3436) في أحاديث الأنبياء، باب قول الله : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)، ومسلم 1976/4(2550) في البر والصلة، باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها.
(2) اخرجه البخاري 505/6 (3465) في الأنبياء، باب حديث الغار، ومسلم (43 27) في الذكر، باب أصحاب الغار الثلاثة.
(3) اخرجه البخاري 8/5 (2324) في الحرث والمزارعة، باب استعمال البقر للحراثة، ومسلم (2388) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(4) هو ابو إسحاق الإسفراييني، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: عالم بالفقه والأصول، كان يلفب بركن الدين، وهو أول من لقب من الفقهاء، نشأ في إسفرايين، ثم خرج إلى نيسابور، وينيت له فيها مدرسة عظيمة، فدرس فيها، ورحل إلى خراسان والعراق، فاشتهر. له كتاب الجامع في أصول الدين، ورسالة في أصول الفقه، وكان ثقة في رواية الحديث، وله مناظرات مع المعتزلة . توفي بنيسابور سنة 418 ه. انظر الأعلام 11/1.
(5) الحليي هو الحسين بن الحسن بن محمد البخاري الجرجاني، آبو عبد الله، فقيه شافعي، قاضي، كان رثيس أهل الحديث في ما وراء النهر، مولده بجرجان ووفاته في بخارى، له "المنهاج" في شعب الإيمان. انظر الأعلام 235/2.
صفحه ۶
============================================================
الأول: أنها توجب التباس الثبي بغيره لعدم تميزها عن المعجزة، فلا تدل المعجزة على الثبوة.
الثاني: أنها تفضي إلى السفسطة لاقتضائها انقلاب الجبل ذهبا إبريزا، والبحر دما عبيطة(1)، ونحو ذلك.
الثالث: أنه لو ظهر لولي كرامة لجاز الحكم له بمجرد دعواه أنه يملك حبة بر أو فلسأ واحدا بغير بينة لظهور كرامته المؤذنة بعلو درجته عند الله المانعة لكذبه، سيما في تافه، وهو باطل بإجماع المسلمين المؤيد بقول إمام المرسلين: "البئنة على المدعي، واليمين على من أنكر" (2) .
الرابع: أن ظهورها يوجب نقض العادة؛ لتكثرها بتكثر الأولياء، فيخرج عن كونه خارقا فيصير عادة.
الخامس: أنها تسد باب إثبات الثبوة؛ لاحتمال كون المعجز إكراما لا تصديقا، فيطوى بساط الثبوة رأسا.
السادس: أنها تخل بجلال كمال الأنبياء لمشاركة الأولياء لهم في ذلك.
السابع: أنها لا تتميز عن السحر.
فأجيب عن الأول : بأن المعجزة ثقارن دعوى الثبوة، والكرامة لا ثقارنها، بل يجث قرنها بالانفياد للشبي وتصديقه، والسير على منهاجه، فلا التباس.
وعن الثاني: بأن ذلك لا يقتضي سفسطة؛ فإن ما ذكروه يرد عليهم في زمن الثبؤة، فإنه يجوز ظهور المعجزة بذلك، ولا يؤدي إلى سفسطة على أن التجويزات العقلية لا تقدخ في العلوم العادية.
وعن الثالث: بأن الكرامة لا توجب العصمة للولي ولا تصديقه في كل أمر، (1) دم هبيط: بتن العبطة: طري . وفي المطبوع : غبيطا.
(2) احرجه البيهقي 252/10 من حديث ابن عباس، وحمن إسناده الحافظ في "فتح الباري" والحديث في سنن الترمدي 926/4 (1341) في الأحكام، باب ما جاء في أن البيثة على المدعي، بلفظ : "البينة على المدعي واليمين على المدعى عليهه وإسناده
صفحه ۷
============================================================
وقد سثل شيخ الطريق الجنيد: أيزني العارف؟ فقال: ( وكان أمر الله قدرا مقدورا [الاحزاب: 38].
وهب أن الظن حاصل بصدقه في دعواه لكن الشارع جعل لثبوت الدعوى منهجا مخصوصا ورابطا معروفا لا يسوغ العدول عنه، ألا ترى أن كثيرا من الظنون التي تكاد تقرب من اليقين لا يجوز الحكم بها لخروجها عن الضوابط الشرعية ؟.
وعن الرابع: بان كثرتها تكون استمرارا لنقض العادة فلا نسلم، كونها خروجا عنه، والكرامة وإن توالث على الولي حتى ألفها واعتادها، لا تخرجة عن طريق الوشاد ووجه السداد.
وعن الخامس: بأن المقارنة للدعوى تفيد القطع بالصدق عادة.
ومن السادس: بأن الكرامة تفيذ جلالة قذر الأنبياء؛ حيث بلغث أميهم ذلك ببركة الاقتداء بهم . فلا إخلال.
وعن الشابع: بأنها ثفارقه وتتميز عنه بأنها لا يجدي فيها التعلم والتعليم ولا تمكن المعارضة لها، ولا تجامع شرة النفس، ولا تكون بمزاولة أعمال صوصه بخلافه: وبذلك تم الانفصال، وانزاح غيهب الإشكال، واستبان أن ما ذكروه تمويه لا طائل تحته، وقعقعة لا حاصل لها، ومن تمام الكلام في هذا المقام أن أهل القبلة الفقوا على أن الكرامات لا تظهر على الفسقة الفجرة، بل على الموفقين البررة، وبذلك لاح أن الطريق إلى معرفة الأنبياء لا تنسد، فإن الولي ينقاد للثبي إذا (1) ظهرت المعجزة على يديه، ويقول: معشر الناس، هذا نبئ الله فائبعوه، ويكون هو أول منقاد.
واما قول القاضي الباقلاني (2): بجواز ظهور خارق على يد فاسقي (1) في المطبوع: الذي: (2) القاضي الباقلاني محمد بن الطيب أبو بكر (338-403 ها، من كبار علماء الكلام، انتهت إليه الرئاسة في مذهب الأشاعرة، ولد في البصرة، وسكن بغداد . وتوفي فيها،
صفحه ۸
============================================================
استدراجا، وظهوره على الؤهبان، وأهل الصوامع المقيمين على الكفران، فقد قال إمام الحرمين(1) : إن فيه نظرا . قال : ولسنا نثبت لراهب كرامة، ولا حب ولا كرامة، نعم قد تظهر على يد فاسق انقاذا له مما هو فيه، ثم يتوب بعدها ويصير على أحسن حال، وينتقل إلى الهدى بعد الضلال، بدليل قصة أصحاب الكهف، فإنهم كانوا عبدة أوثان ثم حصل لهم ما حصل إرشادا وتذكرة(2) ثم ما ذكره الخصم من حديث اشتباه معجزة النبي بغيره إذا وافقت المعجزة الكرامة قد استبان الانفصال عنه.
قال السبكي (3): وأقول: معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامة ظهرث على يد ولي! بل لابد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي، وإن جاز وقوغه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا، ولما كانث رتبة النبي أعلى وارفع من الولي كان الوليي ممنوعا مما يأتي به النبيي على وجه الإعجاز والتحدي أدبا معه، ثم أقول: حديث الاشتباه والانسداد على بطلانه إنما يقع البحث فيه حيث لم ثختم الثبوة، أما بعد خاتم النبيين المثبتة نبؤته بأوضح البراهين وإخباره بأنه لا نبي بعده، فقد أمن الاشتباء، فلو صح ما ذكروه لكان في أولياء الأمم.
الماضية لا في أولياء هذه الأمة لأمنهم وتيئنهم أنه لا نبي بعد نبيهم، هذا لو صح ومعاذ الله أن يتوهم عاقل صحة ثرهاتهم التي منها أنه لو كان للكرامات أصل كان اؤلى الناس بها أهل الضذر الأول، وهم صفوة الإسلام وقادة الأنام، والمفضلون على الخليقة بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم يؤثر عنهم كان جيد الاستنباط، سريع الجواب، وجهه عضد الدولة سفيرا عنه إلى ملك الروم، نجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها، من كتبه "إعجاز القرآن"، و"الإنعاف". الأعلام (1) عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، أبو المعالي، ركن الدين الملئب بإمام الحرمين (478419 ها، أعلم المتأخرين، من أصحاب الشافعي، جاور بمكة أربع سنوات، وافتى ودرس بالمدينة، بنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية بنيسابور فدرس بها، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . له مؤلفات كثيرة. انظر الأعلام 160/4 .
(2) في (ا) : تبصرة.
(3) طبقات الشافعية الكبرى 320/2.
صفحه ۹
============================================================
من ذلك أمر تستفيض، وما ذكروه تعلل بالأماني والمحال ، وهو قول مرذول مردود عند من له أدنى نظر، فضلا عن فحول الرجال، والعقل يأباه، والوجدان لا يرضاه، ولو حاول متتبع استيعاب كرامات الصحب لأجهد الأنفاس، وملا القرطاس.
فمن ذلك تسبيخ الحصى بحضرة الصديق، وإخباره في مرض موته بمولود يولد له بعده، وهو أنثى(1)، وتكثيره للطعام القليل، واكله هو وأضيافه من قضعة صغيرة حتى شبعوا فصار ما فيها اكثر مما كان قبل (2) .
ومخاطبة عمر وهو على منبر المدينة الثبوئة سارية، وهو بنهاوند مخاطبة من معه: ب: يا سارية الجبل. تحذيرا له من كمين فيه، فسمع سارية وجيشه صوته فحذروا فنجوا(2).
وجرى النيل بكتابه، لما كانث عاده أهل مصر أن يلقوا فيه أوان الزيادة جارية بكرا، فتركوا ذلك بأمره، فلم يزذ حتى اشرف أهلها على الجلاء، فكتب للنيل كتابا فيه : إن كنت تجري من قيلك فلا حاجة لنا بك، وإن كان الله هو مجريك فنسأله ذلك، فألقي فيه فزاد فورا(4) .
وضربه الأرض بدرته لما ارتجث، وقوله: أقري، ألم أعدل عليك ؟ فقرث وسكنث حالة(5).
وحبسه للنار التي كانت تخرج من الجبل، فتحرق ما أصابث، فخرجث في (1) انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 422/2.
(2) اخرجه البخاري 7675/2 (602) في مواقيت الصلاة، باب السمر مع الأهل والضيف، ومسلم (2057) في الأشربة، باب إكرام الضيف، وأبو داود 3270 في الأيمان والنذور، باب فيمن حلف على طعام لا ياكله.
(3) اخرجه ابن حجر في الإصابة ترجمة سارية بن زنيم وقال: وإسناده حسن. وانظر طبقات الشافعية الكبرى 323/2.
4) انظر طبقات الشافعية الكبرى 326/2.
(5) انظر طبقات الشافعية الكبرى 324/2.
صفحه ۱۰
============================================================
زمنه، فأمر أبا موسى أو تميمأ فجعل يسوقها بردائه حتى دخلت الكهف فلم تعد بعد(1).
ورذه لطائفة من الجيش مرة بعد أخرى لما غرضوا عليه، فتبين آخرا أنه كان فيهم قاتل عثمان وعلي.
وكقول عثمان لرجل لقي امرأة في الطريق فتأملها بشهوة: يدخل علي أحدكم وفي عينيه أثرالزنا(2) .
وكقول أمير المؤمنين المرتضى لزمن جف أحد شقيه بدعاء أحد أبويه: قم بإذن الله، فقام صحيحا كما كان، وقال: لولا علمث رضا أبيك عنك و(3) ما فعلته(3).
وكقول سعد في شاعر قال فيه مقالا، فبلغه: اللهم، اكفنا لسانه ويده، فخرس لسانه، وشلث يده، وكان لا يدعو إلأ أجيب.
وكقول ابن عمر لأسد قطع الطريق على قافلة هو فيها: تنع. فبضبص(4) بذنبه وذهب(5).
وكمشي العلاء بن الحضرمي على الماء هو وجيشه لما كان في غزوة، وحال بينه وبين مقصده البحر() .
وكدعائه أن لا يرى أحد جسده إذا مات، فلم يجدوه في اللحد(2).
وكمشي جعفر بن أبي طالب في الهواء.
وكتسبيح القصعة أو ما فيها من الطعام بين يدي سلمان وأبي الدرداء ().
() انظر طبقات الشافعية الكبرى 326/2.
(2) انظر طبقات الشافعية الكبرى 327/2.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 328/2.
4) بصبص بذتبه: حركه. متن اللغة (بصص).
(5) انظر طبقات الشافعية الكبرى 332/2.
(6) انظر طبقات الشافعية الكبرى 333/2.
() طبقات ابن سعد363/4.
(8) حلية الأولياء 224/1، وفي الأصل: سليمان .
صفحه ۱۱
============================================================
وكسماع عمران بن حصين تسبيح الملائكة إلى أن اكتوى (1) .
وكشرب خالد الشم فلم يضوه (2) .
وكاضاءة السوط كالمصباح بين يدي أسيد بن خضير، وعباد بن بشر لما خرجا من عند المصطفى في ليلة مظلمة (3) .
وكان خبيب بن عدي أسيرا عند المشركين بمكة، فكان يؤتى بعنب ياكله، وليس بمكة عنبة واحدة(2).
وعرض لسفينة مولى المصطفى الأسذ فقال له: إني مولى رسول الله.
فمشى الأسذ معه حتى أوصله لمقصده.
وكان البراء بن مالك إذا أقسم على الله أبره حالا .
ودعا سعيد بن زيد على آروى لما كذبث عليه بالعمى فعميث (5) .
وطلب الأسود العنسي لما ادعى النبؤة أبا مسلم الخولاني فقال له: ألا تشهد أني رسول الله؟ فقال: لا . قال: تشهد أن محمدا رسول الله؟ قال : نعم. فأمر بنار فألقي فيها، فوجدوه قائما يصلي، وقد صارث عليه بردا وسلاما، فكان عمؤ بن الخطاب يقول : الحمد لله الذي لم أمت حتى رأيث من أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل(2) .
وكان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه في كمه فلا يجد سائلا إلا أعطاه بغير (1) انظر طبقات الشافعية الكبرى 333/2.
(2) انظر طبقات الشافعية الكبرى 333/2.
(3) اخرجه البخاري 124/7 (3805) في مناقب الأنصار، باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما.
4) اخرجه البخاري 378/7 (4086) في المغازي، باب غزوة الرجيع، وأبو داود (1160) في الجهاد، باب في الرجل يستأسر، و (3112) في الجنائز، باب المريض يؤخذ من أظفاره وعانته.
(5) اخرجه البخاري 293/6 (3198) في بده الخلق، باب ما جاء في سبع ارضين، ومسلم (1610) في المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها.
(1) الاستيعاب 1754/4.
صفحه ۱۲
============================================================
عدد، ثم يجيء إلى بيته فيجد الدراهم كلها كاملة.
وغير ذلك مما لا يدخل تحت الحصر.
قال الإمام أحمد بن حبل: وإنما كانت الكرامات بعد زمن الصحابة اكثر، لان قوة إيمانهم لا يحتاج معها إليها، ولان الزمن الأول كان كثير الثور، فلو حصلت لم تظهر كل الظهور لاضمحلالها في نور(1) الثبؤة بخلاف من بعدهم، ألا ترى أن القنديل لا يظهر نوره بين القناديل، بخلاف الظلام، والئجوم لا يظهر لها نوو مع ضوء الشمس.
وقال القيصري: كانت كرامائهم أعظم لكنهم أقوى من غيرهم، فملكوا الأحوال ولم تملكهم الأحوال، وغيرهم ملكتهم الأحوال لضعفهم عنهم فظهرت عليهم آثار الأحوال.
قال السبكي (2) : وإني لأعجب كل العجب من منكر الكرامة، وأخشى عليه المقت، ويزداد تعجبي عند نسبة إنكارها إلى الأستاذ الإسفراييني وهو من أساطين أهل السنة والجماعة، على أن نسبة إنكارها إليه على الإطلاق كذبت، والذي ذكره الوجل في كتبه أثها لا تبلغ مبلغ خرق العادة، وقال : كل ما جاز (3) معجزة لنبي لا يجوز مثله كرامة لولي، وإنما بالغ (4) الكرامات إجابة دعوة، أو شربة ماء في مفازة، أو كسرة في منقطعة (5) أو ما يضاهي ذلك.
وجرى على نحوه القشيري (2) فقال: إن الكرامة لا تنتهي إلى وجود ابن بغير آب، وقلب جماد بهيمة.
لكن الجمهور على الإطلاق، وقد أنكروا التفصيل على قائله، حتى (1) في المطبوع: نفس.
(2) طبقات الشافعية الكبرى 315/2.
(3) في (ب): كان.
(4) في المطبوع: غاية.
5) العبارة في طبقات الشافعية 315/2: أو موافاة ماء في بادية في غير موقع المياء أو مضاهي ذلك.
() الرسالة القشيرية 164/2 .
صفحه ۱۳
============================================================
وكده(1) أبو نصر في "المرشده، وإمام الحرمين في "الإرشاد" وقال : إنه مذهب متروك.
وبالغ النووي فقال: إنه غلط، وإنكار للحس، وإن الصواب وقوغها بقلب الأعيان ونحوه.
وقد عذ بعض الأنمة الأنواع الواقعة من الكرامات عشرين، وهي اكثر بكثير: النوغ الأول: إحياء الموتى : وهو أعلاها فمن ذلك أن أبا عبيد البشري، غزا ومعه دائة فماتث، فسأل الله أن يحييها حتى يرجع إلى بلده، فقامث تنفض أذنيها، فلما بلغ بلده سقطت ميتة (2).
ومنه أن مفرجا الدماميني الصعيدي أحضر له فراخ مشوية، فقال: طيري 4 باذن الله تعالى. فطارت (3).
وكان للشيخ الأهدل هرة، ضربها خادمه فماتت، فرماها، فسأله الشيخ عنها بعد ثلاثة أيام، فقال: لا أدري. فناداها فجاءت تجري(4) .
ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة اكلها، وقال لها: قومي بإذن الله الذي يحيي العظام . فقامت (5).
ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه، فقال له الشيخ: قم باذن الله. فقام وعاش طويلا(2) .
وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات، فدعا الله، فأحياة(27) .
(1) في (ا) : ولده، وفي (ب) : قائلة، والمثبت في المطبوع.
(2) انظر طبقات الشافعية الكبرى 238/2.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 338/2، وروض الرياحين 499 .
4) انظر طبقات الشافعية الكبرى 338/2.
(5) انظر طبقات الشافعية الكبرى 338/2.
(6) انظر طبقات الشافعية الكبرى 338/2.
(7) انظر طبقات الشافعية الكبرى 338/2. والفارقي هو زين الدين الشافعي.
صفحه ۱۴
============================================================
النوع الثاني: كلام الموتى: وهو اكثر مما قبله بكثير، ووقع ذلك للجيلاني، ولجماعة آخرين؛ منهم بعض مشايخ الشبكي، وكان جدنا شيخ الإسلام الشرف المناوي يخاطب الإمام الشافعي فيكلمه من قبره .
الثالث: انفلاق البحر وجفافه: حتى وقع أن بعضهم اعتل في المركب ومات، وجهز، فلما أريد إلقاؤه في البحر، انشق نصفين، ونزلت السفينة للأرض، وخفر له قبر وذفن، فلما تم استوى الماء وسارت المركب(1) .
ومن ذلك المشي عليه، وذلك كثيو، وممن وقع له ذلك ابن دقيق العيد.
الرابع: انقلاب الأعيان: ومنه ما ذكر عن الهتار اليمني أنه أرسل إليه بعض المستهزثين بانائين من خمر، فصب من أحدهما عسلا، والآخر سمنا وأطعم الحاضرين(1).
الخامس: انزواء الأرض لهم: حكوا أن بعضهم كان بجامع طرسوس فاشتاق لزيارة الحرم، فأدخل رأسه في جيبه، ثم أخرجها في الحرم والقدر المشترك في هذا بالغ مبلغ التواتر، ولا ينكره إلأ مباهت.
السادس: كلام الحيوان والنبات والجماد: ولا شك في كثرته ، ومنه أن ابن أدهم قعد تحت شجرة رمان، فقالت: يا أبا إسحاق، أكرمني بأكلك مني فاكل منها، وكان رمانها حامضا فحلا، وحملث في العام مؤتين، وسميث رمانة العابدين (3) .
وأراد الشبلي أن يأكل من شجرة، فلما مد يده، قالت : لا تأكل متي فإني ليهودي(2).
وجاء إلى القمولي رجلان يختصمان في بقرة، وكان قاضيا بالضعيد، فأقام كل منهما بينة بأنها له، فقالت له: أنا لهذا.
(1) الرسالة القشيرية 694/2.
(2) طبقات السبكي 339/2.
(3) الرسالة القشيرية 284/2.
(4) طبقات السبكي 340/2.
صفحه ۱۵
============================================================
ومن ذلك أن جدنا الشرف المناوي زار الشرف الأنصاري وجلس معه بمنظرة بيته ببولاق، فشكا إليه كثرة زرق الطيور على الكتب والفرش، فرفع رأسه إليها وقال: يا أيها الطيور، لا تحومي حول هذا الحمى إلا بخير. فلم تعد بعد ذلك السابع: إيراء العلل: كما روي أن الجيلاني قال لصبي مقعد مفلوج أعمى: قم باذن الله تعالى . فقام لا عاهة به (1) .
الثامن : طاعة الحيوان لهم: كما حكي أن الميهني وغيره كان يركب الأسد، بل وأطاعه الجماد كما في قول ابن عبد السلام في واقعة الفرنج للريح: يا ريخ، خذيهم. فأخذتهم.
التاسع، والعاشر، والحادي عشر: طيي الزمان ونشؤه، وإجابة الدعاء وذلك كثير جدا.
الثاني عشر: إخبارهم ببعض المغيبات، والكشف: وهو درجات تخرج عن حد الحصر، وذلك موجود الآن بكثرة، ولا يعارضه قوله تعالى: { عللم الغسيب فلا يظهر عل غيتيوه أمدا ( إلا من أرتضى من رسولو) [الجن: 26-27) لأنا لا نسلم عموم الغيب، فيجوز أن يخص بحال القيامة بقرينة السياق.
الثالث عشر: الصبر على عدم الطعام والشراب الأمد الطويل: وهو كثير مشاهد.
الرابع عشر: مقام التصريف: وهو كثير في كل زمن، ولا ينكره إلأ كلى معاند (2).
الخامس عشر: القدرة على تناول الكثير من الغذاء: كما نقل عن الشيخ ومرداش أن بعض الأمراء عمل له وليمة، ودعاه وجماعته، فتوجه إليه وحده، فتشوش لعدم حضور الفقراء، وقال: من يأكل الطعام ؟ فمد السماط، فأكله الشيخ كله.
(1) طبقات السبكي 340/2.
(2) مثل بيع الأمطار. انظر طبقات السبكي 241/2.
صفحه ۱۶
============================================================
السادس عشر: الحفظ عن الحرام أن يدخل الجوف: كما خكي عن الحارث المحاسبي أنه كان إذا حضر إليه طعام فيه شبهة تحرك فيه عرق(1) .
وكان المزسي يتحرك منه كا عرق (2) .
السابع عشر: رؤية الأماكن البعيدة من وراء الحجب: فمن ذلك أن الشيخ 4 أبا إسحاق الشيرازي كان يشاهذ الكعبة، وهو ببغداد (3).
الثامن عشر: الهيبة التي لبعضهم: بحيث مات من شاهده عند رؤيته (4) كما حصل لأبي يزيد البنطامي مع ذلك الفقير (5) .
ووقع للشيخ أحمد البدوي وغيرهما.
التاسع عشر: قصم الله تعالى لمن ئريد بهم سوءا: كما وقع لبعضهم أنه زاحم رجلا فضربه على وجهه، فطارت يده مع الضربة، فأبصره رجل، فشدد النكير عليه، وقال له: كفت بكفك، إن هذا لظلم عظيم! فقال : والله ما أردته، وإنما رث الجئة غار عليها.
العشرون: التطؤر بأطوار مختلفات وأشكال متباينات (1): ومنه ما وقع لقضيب البان الموصلي أن فقيها أنكر عليه لكونه لم يره يصلي، فتطور له على 67) - الفور في ضور مختلفة، فقال: في أي صورة من هذه الصور لم ترن أصلي (7) ؟
وسيجيء في ترجمته (8).
و الضوفية يثبتون عالما متوسطا بين عالمي الأجساد والأرواح يسئونه عالم المثال وعالم الخيال، واستأنسوا له بآية: فتمثل لها بشرا سويا (مرم: 17] (1) طبقات السبكي 341/2.
(2) طيقات السبكي 341/2.
(3) طبقات السبكي 341/2.
4) في (1): بسيث مانه بعضهم مشاهدته بمجرد رؤيته.
(5) طبقات السبكي 340/2.
(6) في (ب): بأطوار مختانمة وأشمال مابة 2 () انظر طبقات الشافعية الكبرق 3/2. والحاشية (7) تي12 8) انظر 277/2.
الطبقات الصوفية /1
صفحه ۱۷
============================================================
ووقع ان بعض العلماء(1) رأى فقيرا يتوضا في المدرسة السيوفية (2) وضوءا مشؤشا غير مرئب، فقال: حرام عليك! فقال: لم اتوضا إلا مرئبا، وإنما أنت أعمى، لو أبصرت لأبصرت هكذا. وأخذ بيده فأراه الكمبة والطائفين وهو بمصر(3).
قال في "روض الرياحين" : وقد سمعنا سماعا محققا ان جماعة شوهدت الكعبة تطوف بهم طوافا محققا. قال: ورأيث من شاهد ذلك من الثقات الأتقياء بل من السادات العلماء: وقال ابن عربي: كنث انا وصاحب لي بساحل البحر المحيط، فرايث رجلا وضع حصيرا في الهواء ووقف يصلي عليه، فوقفت تحته، وقلث: شفل الحبيب عن الحبيب بسره في حب من خلق الهواء وسخره العارفون عقولهم معقولة عن كل كون ترتضيه مطهره فهو لديه مكؤمون وعنده اسرازهم محفوظة ومحرره فأوجز في صلاته وقال: إنما فعلث ذلك لهذا المنكر الذي معك، وأنا الخضر. قال ابن عربي: ولم اكن اعلم ان صاحبي ينكر كرامات الأولياء، فقلت له: أكنت ثنكر ؟ قال: نعم، وما بعد العيان إلأ الإذعان(4) .
والأخبار في ذلك كثيرة، وإنما ذكرنا هنا جملة مجملة، وسيأتي بعض ذلك مفصلا في التراجم، وقدمناها ليتحرز الناظر في تضاعيف الكتاب، ويلزم الأدب، فلا ينكر فيحل به العطب، وقد قال في "الإحياء" ما خكي عن المشايخ من سماع صوت الهواتف، وفنون الكرامات خارج عن الحصر، والحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد في نفسه، ومن أنكر الأصل، أنكر التفصيل، والدليل القاطع الذي لا يقدر أحد على جحده أمران: (1) جاء في حاشية المطبوع ما نصه : هو سيدي عمر بن الفارض في بدايته.
(2) في طبقات السبكي 342/2: المدرسة الشرفية. والمدرسة السيوفية بالقاهرة وقفها السلطان صلاح الدين على الحنفية . انظر الخطط المقريزية 196/4.
(3) انظر طبقات الشافعية الكبرى 342/2.
4) الخبر كله ليس في (ا) .
صفحه ۱۸
============================================================
أحدهما: عجائب الرؤيا الصالحة الصادقة فإنه ينكشف بها الغيب، وإذا جاز ذلك في الثوم فلا يستحيل في اليقظة، فلم يفارق النوم اليقظة إلأ في ركود الحواس، وعدم شغلها بالمحسوس، وكم من متيقظ لا يسمع ولا يبصر لشغله بنفسه.
والثاني: إخبار الرسول عن الغيب وأمور آتية، وإذا جاز ذلك لنبي جاز لغيره، إذ النبي رجل كوشف بحقائق الأمور، وشفل باصلاح الخلق، فلا يستحيل أن يكون في الوجود شخص يكاشف بالحقائق ولا يشتغل بإصلاح الخلق وهذا يسمى ولئا لا نبيا(1) .
(تنبيه) قال بعض الكاملين: إظهار الكرامة وإخفاؤها على حسب النظر لأصلها وفرعها(2)؛ فمن عبر من بساط إحسانه أصمتنه الإساءة مع ريه، ومن عبر من بساط إحسان الله إليه لم يصمث إذا أساء: وقد صح إظهار الكرامة من قوم، وثبت العمل في إخفائها من آخرين كالمرسي في الإظهار، وابن أبي جمرة في الإخفاء، حتى قال بعض أتباع ابن أبي جمرة: إن طريقهما مختلف . فبلغه فقال: والله، ما اختلفث قط طريقتنا، لكنه بسطه العلم، وقبضني الورع وقال بعضهم: من الناس من يغلب عليه الفناء بالله، فيظهر الكرامات وينطلق(3) لسانه بالدعاوى من غير احتشام ولا توئف، فيدعي بحق عن حو لحق في حق كالكيلاني، وابي يعزى، وعامة متاخري الشاذلية، ومنهم من يغلب عليه الفقر إلى الله فيكل لسانه، ويقف مع جانب الورع، ومنهم من تختلف أحواله فتارة وتارة، وهو أكمل الكمال، لأنه حال المصطفى لما أنه أطعم الفآ من صاع، وشد الحجر على بطنه.
(1) في (أ): نبيا لا وليا.
(2) في (ا): نوعها.
(3) في (ب): ينطق.
صفحه ۱۹
============================================================
(تتمة) قال في "اروض الرياحين"(1) : الناس في الكرامات أقسام؛ منهم من ينكرها مطلقا وهم أهل مذهب معروفون، وعن التقى والهدى مصروفون، ومنهم من يصدق بكرامات من مضى دون أهل زمنه، وهم كبني إسرائيل صدقوا بموسى حين لم يروه، وكذبوا محمدا حين رأوه مع كونه أعظم، ومنهم من يصدق الأولياء في زمنه لكن لا يصدق بأحد معين وهذا محروم من الإمداد؛ لأن من لم يسلم لأحد معين لا ينتفع بأحد أبدا.
(خاتمة) لا يبلغ وليي درجة النبي خلافا لما زعمه بعض الكرامية (2)، ولا تسقط عنه التكاليف بكمال الولاية كما ادعى بعض أهل الإلحاد والاتحاد: أن الولي إذا بلغ الغاية في المحبة وصفاء القلب وكمال الإخلاص سقط عنه الأمز والنهي، ولم يضره ذنث، ولا يدخل النار بارتكاب الكبائر، وذلك باطل بإجماع المسلمين ولا تكون ولاية غير النبي أفضل من النبوة بحال، وإيما الكلام في ولايته (3) فقيل: هي أفضل من النبوة لما فيها من معنى القرب وكمال الاختصاص: وقيل: بل نبؤثه لما فيها من الوساطة بين الحق والخلق، والقيام بمصالح (1) روض الرياحين: صفحة 65 مع تصرف بالعبارة.
(2) الكرامية: نسبة إلى محمد بن كوام، وهي من فرق الابتداع في الإسلام، كانت تقول : إن الله تعالى مستقر على العرش، وانه جوهر، وقالت بالتجسيم، وإن الإيمان بالقول كاف، والكرامية طوائف بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة. ولد محمد بن كرام في سجتان وجاور بمكة خمس سنين، وقد سجنه طاهر بن عبد الله ثمانى سنين تم خرج الى بيت المقدس وبها توفي سنة 255 ه. الملل والنحل 108/1، طبقات الشافعية الكبرى 304/2.
(3) جاء في حاشية المطبوع : أي ولاية النبي هل تكون أفضل من نبوته، أو نبوته أفضل؟.
صفحه ۲۰