٢٣ - الشيخ الإمام أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان النفزي الغرناطي (١)
الملقب في البلاد المشرقية (أثير الدين) رحمه الله تعالى: (٢١ ب)
سيف النصرة، المدافع عن أهل البصرة، وإمام صناعة النحو، المتقلب في حججها بين الإثبات والمحو، والغيم والصحو، لو مر به أبو الأسود لقال: سلام، ثم أراه كيف ينقسم الكلام، أو مر بأبي بشر (٢) لقال يا بشراي هذا غلام. كان ﵀ برا يغرف من بحر، ونسيم سحر، يهب على تلك البلاد من شحر (٣)، رحل عن الأندلس والغصن ناضر، وزمن الشبيبة حاضر، وقد برع في علم اللسان، وفي أغراضه الحسان، واستقر بمصر على الطير الميامين، والبر الكفيل الضمين، وصحب الركبان إلى الحرم الأمين، ورفع له لواء الشهرة الذي له يشار، ولظله تحدى العشار، فقصد درسه، وعرف بالإنجاب غرسه، وتغالى فيه الغلاة، واعتنت به الأمراء والولاة، وتأكد بينه وبينهم بسبب أبنائهم الموالاة، وكثرت لديه العوائد والصلات، وانتفعت المغاربة بجاهه مدة حياته، واهتدت سراتهم بنور آياته، وساعده أمله، وكان ممن طال عمره وحسن عمله، واحب الراوين، وزين الاواوين، وكان له شعر
_________
(١) هو النحوي المشهور والمفسر صاحب البحر المحيط، ترحم له ابن الخطيب في الإحاطة والصفدي في اعيان العصر (ونقل صاحب النفح عنهما ٣: ٢٨٩، ٣: ٣٣٧) وله ترجمة في نكت الهميان: ٢٨٠، والدرر الكامنة، وبغية الوعاة: وطبقة الشافعية ٦: ٣١.
(٢) أبو بشر، هو سيبويه.
(٣) العبارة: يهب من تلك البلاد على شجر، في النسخ، وكلمة شجرة مضطربة في ج د.
1 / 81