حدت بهم خوص عراب ضوامر ... وقد ضاقت الأرجاء اذ عظم الوجد
عساكر ملك شرف الله قدره ... فسيان من إقدامها السهل والنجد
إذا رجعوا الذكرى حماما سواجعا ... فأعطافهم في ميلها قضب ملد
وان حل صبر الصبر بين ضلوعهم ... فأفواههم من ذكر ربهم شهد
وتحسب نور الصدق والعزم دائما ... سراجا من التقوى بآزرهم يبدو
هم القوم رهبان إذا لبسوا الدجى ... وان لبسوا حر الهياج فهم أسد
حذوا حذو سلطان على الشرع عاطف ... رفيق بهم حان إذا عظم الجهد
(٢٠ب) وتحت لواء الشرع ملك هو الهدى ... تضيق به الدنيا إذا راح أو يغدو
فلو رام إدراك النجوم لنالها ... ولو هم لانقادت له السند والهند
تأمنت الأرواح في ظل بنده ... كأن جناح الروح من فوقه بند منها في الحض والقتال وآلة النفط:
على إنها ضنت بعذب وردها ... غديّة راح الأسد والضمر الجرد
فكان صباح القوم قوما بوصلها ... وقوما بوصل الحور قد أنجز الوعد
ولولا دفاع الخود عن عذب ريقها ... لما لذت الشكوى ولا عذب الورد
ومن عانق الأخطار حق له العلا ... ومن نبذ الفاني يحق له الخلد
وظنوا بأن (١) الرعد والصعق في السما ... فحاق بهم من دونها الصعق والرعد
_________
(١) ك: فبان.
1 / 78