١٨ - الخطيب أبو عبد الله محمد بن جعفر بن مشتمل
الاسلمي البلياتي (١) ﵁ (٢):
(١٦آ) مجموع مغبوط، وذهب استأثر به من البادية بوط (٣) ما شئت من فضل وعفاف، وتبلغ بكفاف، وصون ضاف، وباطن صاف، غير منضاف، دون والف، وتسهل وتكلف، وتحلق بجناح شهم، ورمى إلى اكبر الفنون بسهم، وكان في جهته صدرا، وهلالا لو أمهله الأجل لكان بدرا، إلا انه اعتبط (٤) اثر ما به اغتبط، وكان له حصة في الفضل الماثور، وحظ في المنظوم والمنثور. فمن شعره:
سباني من بين المغاني عقيقها ... ومن بينه انفضت بعيني عقيقها
وسالت بآمالي إليها قبابها ... فأشرقني بالدمع منها شروقها
فهيج أنفاسي غراما نسيمها ... وتقدح نار الشوق عند بروقها
ومن دون واديها ظباء خواذل ... حكى لحظها ماضي الشفار رقيقها
فلو برزت للشمس منهن في الضحى ... مخدرة أضحت كمالا تفوقها
نسيم الصبا ان سرت نحو الحمى فقل ... يحيي الديار النازحات مشوقها
غريب كئيب مستهام متيم ... جريح الجفون الساهرات غريقها
_________
(١) ولي قضاء غربي مالقة وناب في شرقيها، توفي ٧٣٦. ذكره الحضرمي في فهرسته وعنه نقل صاحب نيل الابتهاج: ٢٣١ (ط. فاس) وانظر في بغية الوعاة: ٩٤ وفيها البلياني - بالنون -.
(٢) ﵁: سقطت من ج.
(٣) البوط: جمع بوطة وهي ما يذيب فيه الصائغ الذهب.
(٤) هامش ك: أي مات شابا، واصل الاعتباط ان تنحر الناقة لغير علة. قال قطري بن الفجاءة:
ومن لا يعتبط يهرم ويسام ... وتسلمه المنون إلى القطاع
1 / 65